ج. س
صدرت «الأخبار». ها هو العدد الرابع «مع الباعة وفي المكتبات». ردود الفعل من القراء متفاوتة. يمكن القول إن الاستقبال كان ميّالاً الى الإيجابية. ولكن، كالعادة في مثل هذه الحالات، هناك الجوانب التي لا ينتبه إليها القارئ. تقدم هذه الجوانب تفسيراً لأخطاء وهنات إلا أنه تفسير لا يمكنه أن يكون تبريراً. وحتى لو كان كذلك بالنسبة الى أســــرة التحرير فالأمر لا يسحب نــــفـــسه على جمهور القراء.
لو أخذنا العدد الأول مثلاً للاحظنا كثرة الأخطاء. ثمة صفحات عصية على القراءة الى حد بعيد. الخطأ تقني وبشري. إلا أن المشكلة الرئيسية كانت التوزيع. وهي عائدة، بدورها، الى الطباعة. كنا في يوم سابق لوقف العمليات الحربية. والمطبعة في موقع قريب من مناطق تتعرض للقصف. ومن الإنساني جداً أن يتخوف عمال من المخاطرة وخاصة أن ساعات كانت تفصل عن الهدنة. تأخر الطبع فتأخر التوزيع وخصوصاً أن الحجم المختار للجريدة استوجب استخدام ورق بمقاييس معينة ثم «إجراء عملــــيات قــــطع». لم يكن الأمر سهلاً وكدنا، بعد منتصف ذلك الليل، نعتذر عن عدم الصدور. ولكن أمكن تذليل العقبات فكانت النتيجة أن المولود لم يأت خالياً من التشويه.
يجب الاعتراف بأن آلية العمل الداخلية في «الأخبار» لم تنتظم بعد كما يجب. اجتماعات التحرير غير مضبوطة. الصور الخاصة ضعيفة. العلاقة مع «الماكيت» ليست على أفضل ما يرام. ثم إن هناك أجواءً من «العصبية» تفترض أنها ترافق مرحلة «الهدوء النسبي» التي تعقب شهراً عاصفاً. أضف الى ذلك أن الأسرة تعرضت لما تعرض له اللبنانيون، أو أقل: من المنازل المقصوفة الى فقدان الوقود الى تقطّع السبل.
لقد أحدثنا انعطافة، نقلتنا من الجريدة التي كنا نطمح إليها الى تلك التي يستوجبها الظرف. ولم يكن ذلك ليحصل من دون كلفة تحريرية وهي كلفة نعد بـ«تسديدها» ثم الانتقال نحو مسار طبيعي أو، على الأقل، أكثر طبيعية.
الاعتذار واجب حيال القراء.
واجب بسبب التأخير في وصول الجريدة في الوقت المناسب. وما على بعض المشتركين سوى الاتصال وإطالة البال.
والاعـــتذار واجب بسبب عناوين أوحت بما لا نريد ومنها عــــنوان أمــــس حــــيــــث خـــلــــت «الأخبــــار» من أي تعليق متحفظ على مقاطع في خطاب الرئيس السوري بشار الأسد.
والاعتذار واجب عن نقص في التعددية، مع وعد بأننا مطمئنون تماماً الى هويتنا حيث إننا نجد بديهياً الانفتاح الى الحد الأقصى. والاعتذار واجب عن أخطاء لم نلحظها ولم تفت القارئ. والشكر لكل من اتصل مشجعاً ومهنئاً.