strong>الشيخ حمد جمع الرؤساء الثلاثة في بعبدا وحمل دعوة من الأسد الى السنيورة
زار أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بيروت أمس، في أول خطوة من نوعها لزعيم عربي بعد العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان

قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إن لبنان ومقاومته حقّقا أول انتصار عربي فقدناه منذ سنين، ونقل دعوة الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من الرئيس السوري بشار الأسد لزيارة دمشق في أي وقت، نافياً قيام بلاده بوساطة بين سوريا وإسرائيل. وأعرب عن اعتقاده "بأن فرصة السلام اليوم أكبر من أي وقت مضى" مؤكداً أنه "لو استخدم سلاح النفط لصب في مصلحة القضية اللبنانية". فيما أكد رئيس الجمهورية إميل لحود أن انتصار لبنان ما كان ليكتمل لولا الدور القطري مشيراً الى"أن لبنان لم يكن وحده المنتصر في الحرب الأخيرة التي شنت عليه، بل كل العرب وكل الأحرار في العالم"
مواقف لحود والشيخ حمد جاءت خلال مؤتمر صحافي عقداه في نهاية المحادثات التي أجرياها في قصر بعبدا أمس، بحضور رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري و فؤاد السنيورة، والوفد القطري المرافق الذي ضم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ.
وكان أمير قطر وصل بعد الظهر إلى مطار رفيق الحريري الدولي آتياً من دمشق، وكان في استقباله الرؤساء الثلاثة، وبعد استراحة قصيرة في صالون الشرف توجه الجميع إلى قصر بعبدا حيث عقد اجتماع استمر ساعة وربع ساعة، أعرب خلاله رئيس الجمهورية عن تقديره للدعم الذي أعلنته قطر للبنان، ولا سيما قرارها إعادة بناء مدينة بنت جبيل وبلدة الخيام والمدارس والمؤسسات التربوية .
وعلمت "الأخبار" أن اللقاء الرئاسي الثلاثي جرى بناء على رغبة الأمير حمد الذي حرص على لقاء لحود وبري والسنيورة معاً في قصر بعبدا. وقد سبقت الزيارة اتصالات قام بها السفير القطري عبر قنوات أخرى أبدى خلالها الضيف رغبته في تحقّق هذا اللقاء الذي لم يحصل طيلة فترة العدوان على لبنان، وهو أي اللقاء "أمر يرتاح له إذا تحقق".
وبعد الاجتماع عقد لحود والشيخ حمد مؤتمراً صحافياً مشتركاً أعرب في مستهله الأمير حمد عن سعادته للقاء الرئيس لحود "في هذا اليوم بالذات، وفي هذا الوقت الذي تمكّن فيه الشعب اللبناني ومقاومته من تحقيق أول انتصار عربي فقدناه منذ سنين عديدة". من جهته أثنى لحود على الدور القطري المساند للبنان خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان وقال "إن سمو الأمير أتى إلى لبنان ليساعد عملياً" وأشار إلى أنه "لم ينتصر لبنان فقط، بل كل العرب وكل الأحرار في العالم. ولكن هذا الانتصار ما كان ليكتمل لولا تدخل سمو الأمير في كل شاردة وواردة خلال المناقشات في مجلس الأمن، وخصوصا أن قطر هي ممثلة العرب في المجلس، وقد استطاع أن يحسن مشروع القرار الأميركي ـــ الفرنسي الذي طُرح في بادىء الأمر ليمر على حساب لبنان".
وأشاد بالدور الكبير والمهم الذي لعبته محطة "الجزيرة" حيث سمحت للعالم أجمع بأن يرى مدى فظاعة المجازر التي حصلت في لبنان، كما وجه الشكر إلى كل الإعلاميين الذين ساهموا في تغطية الحرب.
ورداً على سؤال أكد الأمير حمد أن الرئيس بشار الأسد " يكن كل احترام وتقدير للشعب اللبناني ولصموده وصمود المقاومة في الفترة الأخيرة. وحمّلني دعوة الى الأخ دولة الرئيس فؤاد السنيورة لزيارة دمشق في أي وقت". ونفى أن تكون قطر تقوم بوساطة بين إسرائيل وسوريا في شأن تحريك عملية السلام لكنه أعرب عن اعتقاده بأن فرصة السلام وخصوصاً بعد الحرب السادسة بين العرب وإسرائيل وبالذات بين لبنان وإسرائيل، أكبر من أي وقت مضى" موضحاً "أن العامل الأول بالنسبة إلى الإسرائيليين أنهم كانوا يستطيعون أن يخضعوا العرب بالقوة العسكرية، أما الآن، فلم يعد ذلك ممكناً، بعد الذي حصل في جنوب لبنان، لذلك، سوريا مع السلام وأعتقد بأننا كلما استعجلنا في هذا الموضوع كان ذلك أفضل للمنطقة"،متمنياً رؤية لبنان "في سلام مع جميع جيرانه".
وعما إذا كانت زيارته هذه خرقاً للحصار الإسرائيلي على لبنان قال "إذا أردنا أن نصل الى بيروت فيجب أن توافق إسرائيل على ذلك مسبّقاً، وأي طائرة تأتي الى بيروت لا بد من أن يوافق عليها برج المراقبة الإسرائيلي. وفي هذا الإطار، لا خجل عندنا إلا أننا نتمنى في المستقبل أن يُزال هذا الموضوع، ثانياً أن تطبق إسرائيل قرارات مجلس الأمن الأخيرة، وهذا ما نطلبه الآن في ضوء الخروق الإسرائيلية الأخيرة التي لا تتماشى مع القرار الأخير لمجلس الأمن".
وأكد"أننا مع أن يدافع أي بلد عن أرضه ويخلق دولته بنفسه، لكن أن يقال بمنع السلاح عن اللبنانيين والسماح به للإسرائيليين فهذا الأمر غير مقبول" مشيراً إلى أن "من يؤمن بهذه النظرية يريد أن يضع لبنان في قفص يكون فيه صيداً سهلاً لإسرائيل في أي وقت". ورأى أنه "لو استخدم سلاح النفط لصب في مصلحة القضية اللبنانية، ولكن لسوء الحظ لم يستخدم".
ومن القصر الجمهوري، انتقل أمير قطر والرؤساء لحود و بري والسنيورة والوزيران صلوخ والشيخ حمد والوفد القطري المرافق في موكب رسمي إلى الضاحية الجنوبية لبيروت،للاطلاع على الدمار الذي ألحقه العدوان بها، ومن هناك توجه الوفد القطري الى المطار وغادر بيروت. وقبل صعوده إلى الطائرة، أبلغ الأمير حمد الرئيس لحود أنه سيبقى على تواصل دائم لبرمجة ما جرى الاتفاق عليه، معلناً أنه عين النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة عبد الله العطية، رئيساً للجانب القطري في اللجنة المشتركة القطرية ـــ اللبنانية التي ستشكل لتنسيق المساعدات القطرية إلى لبنان والمساهمات القطرية في الإعمار.
(وطنية)