ناصر شرارة
خمسة اسئلة تتردد هذه الايام على ألسنة شخصيات سياسية موثوق بها من محافل غير لبنانية معنية بإخراج الشيعة من دائرة استقطاب حزب الله. ويبدو، من الإلحاح في طرح هذه الاسئلة، أن المطلوب إجابات سريعة.
السؤال الاول: التثبت من أن حزب الله فقد نسبة من قاعدته الاجتماعية نتيجة للحرب. وهذا السؤال مبني على تقدير، مجهولة معطياته، أنّ شعبية الحزب تراجعت الى 62 في المئة بسبب التكلفة الباهظة للحرب على الشيعة. ويعدّد التقدير اسباباً لهذا التراجع، منها أن الطبقة الوسطى الشيعية التي تضخم حجمها في «جمهورية الطائف» نتيجة اندماجها في وظائف الدولة وانخراطها في المجتمع المديني، شعرت بأن تكلفة الحرب كانت ثقيلة عليها.
اضافة الى سبب آخر مفاده أن القاعدة الشيعية في الجيش، وهي طبقة في حد ذاتها، بدأت تتلمس إمكان استعادة دورها الاجتماعي بفعل انتشار الجيش في الجنوب. وأن عودة هذه المؤسسة الى منطقتها الاجتماعية التي غابت عنها طويلاً، اثارت لديها رغبات اجتماعية مستقلة عن الحزب.
ولا يركز هذا التقدير على موقف النخب الشيعية، إذ يرى أنها اصلاً لم تكن مع حزب الله. بل يركز على التحول الاجتماعي الذي يُفترض أنه حدث في البنى الشيعية المحسوبة على الطبقة الوسطى وما وفوق، وداخل سكان الحواضر في الجنوب الذين ايّدوا مشروع الحزب بصفته مشروع امان واستقرار بعد عقود من التشرد والتهميش، ليتبيّن الآن انه مشروع حرب!
والتركيز، بحسب هذه الأوساط، هو على معرفة اذا كان حدث تحول عن الحزب في موقف شيعة المدن، ومنها الهرمل وبعلبك وصور والنبطية، الخ..
السؤال الثاني: معرفة كيف يفكر حزب الله في شأن المرحلة المقبلة. وهناك شقان يفترضهما هذا السؤال، أولهما: هل يعطي الحزب اولوية في هذه المرحلة لتكثيف خطابه الداخلي الموجّه الى قاعدته من اجل «الوقوف على خاطرها» واستيعاب رد فعلها على خسائرها؟ والثاني: هل يفكّر الحزب، على المدى المنظور، في إحداث تغيير ما تجاه علاقته بالدولة اللبنانية. وإذا كان الجواب نعم، فما هي البنى السياسية داخل الحزب التي تؤمن بهذا التحول؟
السؤال الثالث عن علاقة الحزب بالجيش. وهنا ينطلق وابل من الاستيضاحات. اولها عن مدى الثقة بين الطرفين. ومن يملك اوراق قوة داخل الآخر. واستطراداً، ما اذا كان تأييد النائب ميشال عون للحزب يجعله حصاناً للأخير داخل الجيش. وهل البيئة الشيعية داخل الجيش مؤيدة للحزب؟
السؤال الرابع، عن مصدر الاموال التي تبيّن أن الحزب يملكها، وطرحها مباشرة كسيولة نقدية لتمويل عملية اعادة البناء في اليوم الثاني لتوقف العدوان، وحتى قبل أن يتسنى لإيران او اية دولة اخرى تحويل اموال اليه. وهل للحزب مؤسسات منتجة بهذا القدر من الوفرة. ام أن هذه الاموال حصّلت بأساليب اخرى.
السؤال الخامس يحاول البحث عن رجل مدني شيعي لا رجل دين، يحمل افكاراً مغايرة لأفكار حزب الله، قادر على أن يبني حوله شعبية داخل الوسط الشيعي يمكن الاعتماد عليها في مدى متوسط او حتى طويل (عشر سنين).
تبقى الاشارة الى أن طالبي الحصول الاجوبة عن هذه الاسئلة، هم على صلات سياسية بألكسي لوكور غران ميزون، وهو سكرتير اول في السفارة الفرنسية في بيروت، غادرها قبل عام ليشغل المنصب نفسه في... اسرائيل.