strong>ميليس يسعى لتحصيل تعويضات على حساب ضحايا العدوان

عاد الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس الى الأضواء، ولكن هذه المرة من خلال ضحايا العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان.

  • عمر نشابة


  • قصفت الطائرات الإسرائيلية في الرابعة فجر 13 تموز الماضي بيتاً في بلدة شحور الجنوبية، فدمّرته على رؤوس أفراد من آل خشّاب يحمل ثلاثة منهم الجنسية الألمانية.
    وأبلغ عبد الله خشاب «الاخبار» عبر الهاتف من ألمانيا ان مكتب محاماة تابعاً للرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي ديتليف ميليس، اتصل به قبل أسبوعين وطلب منه معلومات عن المجزرة التي ذهب ضحيتها شقيقه مصطفى (43 سنة) وزوجة شقيقه نجوى (كانت حاملاً في شهرها الـثالث) وابنتهما ياسمين (14 سنة) وآخرون من أفراد العائلة غير الألمان.
    وأوضح عبد الله أن المكتب حاول إقناعه بـ«فتح تحقيق ومقاضاة القتلة». لكن خشّاب أجابه بالرفض قائلاً: «مهما أحبّنا الألمان فلن يحبّونا بقدر ما يحبّون إسرائيل»، وعبّر للمتصل عن عدم رغبته في التعاون معه لأنه يعتبر أن ميليس «شخص غامض وغير موثوق به». وأضاف أن مكتب ميليس اتصل برئيس الجمعية اللبنانية في مدينة مونشنغلادباخ الألمانية ناصر زعيتر، وهو عضو في حزب الخضر الألماني، وطلب منه المساعدة في إقناع خشّاب بتوكيل المكتب في هذه القضية.
    وأبلغ زعيتر «الأخبار» أن أفراداً من مكتب ميليس زاروه لاحقاً وأكدوا له ان توكيل ميليس سيمكنهم من مقاضاة إسرائيل «للحصول على تعويضات بمبالغ كبيرة» يتقاسمونها بينهم وبين آل خشّاب. وأضاف أن مكتب ميليس أكّد له أن الخدمات القضائية التي سيقدمّونها ستكون مجّانية، وأن لميليس خبرة كبيرة في التحقيقات القضائية وتحصيل التعويضات لمصلحة الضحايا (علماً بأن ميليس فشل في تحصيل تعويضات من ليبيا في قضية انفجار مطعم لابيل في برلين عام 1986).
    وشكا زعيتر من تعرّضه لضغط من جهات ألمانية لقبول مساعدة ميليس، لكنه رفض بسبب عدم صدقية التحقيقات السابقة التي تولاها ميليس في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. واعتبر زعيتر أن هدف مبادرة ميليس من أخذ هذه القضية على عاتقه «مزدوج، إذ يسعى إلى قطع الطريق على كلّ من يحاول مقاضاة إسرائيل من جهة، كما يسعى الى تحصيل مئات آلاف الدولارات تعويضات لجريمة قد يفسّرها بالخطأ العسكري، مثلاً، من جهة أخرى.
    وقال صافي خشّاب، الشقيق الأصغر للشهيد، إنّه يرفض تكليف مكتب محاماة ميليس قضية اغتيال شقيقه، واعتبر ان ميليس يريد «تضييع الموضوع وتبرئة إسرائيل من جريمتها في حقّ المدنيين اللبنانيين».
    وكان ميليس صرّح في 17 تموز الماضي لتلفزيون «دويتش فيله» الألماني بأنّ «مجموعة حزب الله الارهابية تحصل على الدعم العسكري من سوريا ولا تتصرّف من دون التنسيق معها» محمّلاً الحزب وسوريا مسؤولية العدوان الاسرائيلي على لبنان.