يشكّ أبناء قضاءي بنت جبيل ومرجعيون في إمكان تحقق اعلان وزير التربية خالد قباني بدء العام الدراسي في التاسع من تشرين الأول. فالعديد من المدارس مثّلت هدفاً رئيساً لطائرات العدو الاسرائيلي ومدافعه التي أريد بها اغتيال كتب التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية.بنت جبيل - داني الأمين

تميّزت بنت جبيل ــ إضافة إلى مجاهديها ــ بكثرة مدارسها الرسمية والخاصة التي استهدفت كلها. تحول بعض هذه المدارس إلى ركام، فيما يحتاج بعضها الآخر الى الكثير من الوقت والجهد لإعادة ترميمه.
فعلى مشارف بنت جبيل ــ عيناثا، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مدرسة «الإشراق» التابعة لجمعية المبرّات الخيرية، فدُمّرت بكاملها. تقترب قليلاً لتجد المدرسة المتوسطة للبنات وقد دمّرت هي الأخرى.
«مدرسة سعد» القديمة التي خرّجت العديد من الأدباء والشعراء، نالت نصيبها أيضاً من حقد الصهاينة. وكذلك «مدرسة جميل بزي» والثانوية الرسمية. أما مدرسة بنت جبيل الفنية التي قدمت العديد من اساتذتها وطلابها في آن، قرابين للدفاع عن الوطن، وكان جزء منها مقراً للقوى الامنية المشتركة، فدمّر بعضها، وانصرف مديرها غسان بزي مع ولده لمحاولة ازالة ما تيسّر من آثار الدمار، تمهيداً للإعلان عن بدء العام الدراسي «المحتمل برغم أنوف الأعداءومن بنت جبيل إلى كونين التي فقدت مدرستها الوحيدة، وتنتظر أن ترزقها «الدولة» بمدرسة جديدة. أمّا بلدة «أم المجازر» عيترون، فيمكن أن تفتح مدرستها ابوابها اذا جهدت السلطات المعنية في الدولة في ترميم ما تهدم منها، واعادة بناء وترميم اكثر من الف وحدة سكنية، بحسب الإحصاءات الأولية.
في عيتا الشعب العصيّة على الاحتلال، دمّر العدو ثانوية البلدة الرسمية تدميراً كاملاً، بعد مقتل العديد من جنوده الغزاة في داخل صفوفها. يضاف إلى ذلك تدمير جزء من المدرسة الابتدائية.
وفي ميس الجبل، حاولت القذائف الاسرائيلية جاهدة أن تقسم صفوف مدرستها الى شُعب متباعدة. ولم تسلم كذلك مدارس حولا والعديسة والطيبة.
في بلدة الخيام المنكوبة، دمّر العدو ستّ مدارس رسمية وخاصة، من مبنى مدرسة «عيسى بن مريم»، إلى مبرّة «إبراهيم» التابعة لجمعية المبرات الخيرية، فضلاً عن مبنى الثانوية الرسمية والمدرسة المتوسطة الرسمية الأولى وغيرها.
ويؤكّد مدير الثانوية المربي فايز زلزلة أنّ «مبنى الثانوية لم يعد صالحاً على الإطلاق. يحتاج إلى جرف وإعادة بناء من جديد. ومن الصعب جداً إيجاد مكان بديل للتلاميذ داخل البلدة».
ويرجّح زلزلة «ان الثانوية، إذا فُتحت في مكان بديل، فلن تستقطب إلا القليل القليل، بسبب حالة النزوح نحو أماكن خارج البلدة، في وقت لن تكون العودة قريبة، بسبب حال الدمار شبه الشامل التي تعرضت لها الخيام».
وتلفت مديرة المدرسة المتوسطة الرسمية الأولى نورما زلزلة، إلى أن مبنى المدرسة اصيب بأضرار جسيمة: «يمكن إعادة الترميم، لكن ذلك يحتاج إلى نحو شهر، وليس ثمة أي نية أو محاولة للقيام بذلك. حاولنا التنظيف وإزالة الردم، لكن الاجسام الغريبة المنتشرة في المكان جعلتنا نتراجع بانتظار إزالتها. هناك تقصير كبير وإهمال واضح، قد تفرغ البلدة من ساكنيها بسببه وتُقفل المدارس. لم تتمكن إسرائيل من تهجير البلدة في وقت الحرب، لكن الاهمال اليوم قد ينجح في ذلك».
لا يفكر المواطن عدنان سلامة بترك البلدة: «إلى أين؟ لكن، كيف أستطيع البقاء إذا لم تتوفر المدرسة لأولادي؟».
وفي ظل هذا الدمار والتباطؤ في إعادة الإعمار والترميم، قد يستحيل على طلاب تلك القرى أن يجدوا مدرسة جاهزة غيرها، إلاّ إذا كان وزير التربية يرمي إلى بقاء الطلاب في المدارس التي نزحوا اليها، جاعلين منها مسكناً ومكاناً لتلقّي الدروس والعبر؟