صور ــ علي ضاحي
«الحمد لله على السلامة وكل شي بيتعوّض»، هي العبارة التي تردّدت بكثرة على لسان تجار سوق الخضر المركزي للبيع بالجملة (الحسب) في صور، في اليومين الأولين لانتهاء العدوان.
هذه العبارة ذاتها لم تعد تصرف في أي مكان بعد مرور 15 يوماً على انتهاء العدوان في ظل «تطنيش الدولة»، أقله في نظر العاملين في القطاع الزراعي الذي أجهز على ما تبقى منه العدوان الصهيوني على امتداد الساحل الجنوبي، من عدلون وصولاً إلى الناقورة، وخصوصاً بساتين الحامض والليمون والموز في قرى قضاء صوروانعكس التدمير الواسع لهذه البساتين شللاً شبه كامل في حركة بيع وشراء الحمضيات في حسب صور، في حين اقتصرت العملية التجارية على كميات صغيرة من الخضر والفاكهة الآتية من البقاع وطرابلس.
ويشير علي ضاهر صاحب أحد المحال الـ62 في السوق، إلى أن الأضرار المباشرة التي لحقت بالتجار تتمثل بالإغلاق القسري لمدة تزيد على شهر، وهو ما أدى الى تلف كميات كبيرة من البضائع، ودفع رواتب العاملين، فيما المحلات مقفلة. أما الأضرار غير المباشرة فتتمثل في انعدام الحركة (البيع والشراء)، ولا سيما من تجار المفرق في قرى القضاء، إضافة لغياب تجار الجملة من بيروت وزحلة وشتورة والبقاع وطرابلس لصعوبة الوصول إلى الجنوب. يبدو الأمر مماثلاً بالنسبة لبلال شمس الدين (صاحب خمسة دكاكين في السوق) الذي يلفت إلى «تأخر الديون المستحقة على التجار والمحررة وفقاً لسندات أمانة اضطررنا إلى تقسيطها على أربعة وخمسة أشهر»، موضحاً أن الحركة لا تتجاوز الـ25 بالمئة، مقارنة بما قبل 12 تموز، وهو ما يعني تقليص كميات البضائع اللازمة للعمل اليومي إلى 70 بالمئة؛ «فالناس عمتمشي عمهلها».
وفيما يناشد تجار السوق الدولة بالنظر إلى هذه المؤسسات والتعويض عليها وإعفائها من رسوم ضريبة الدخل لكي تستمر، يقدر معروف غريّب، نائب رئيس نقابة تجار الحمضيات والفاكهة بالجملة في الجنوب، خسائر القطاع بثلاثين مليون ليرة تشمل البضائع التالفة. ويشير إلى «تقلص حجم الكميات المبيعة من 15 طناً يومياً، قبل العدوان، إلى ثلاثة أطنان بعده، مع غياب شبه تام للحمضيات (حامض وبالنسيا) والموز بسبب تلف المحاصيل في البساتين».