بوادر فضيحة اختلاس جديدة بدأت بالظهور في منطقة صور، بطلها صيرفي متوارٍ عن الأنظار منذ نحو أسبوعين. الفضيحة قد لا تكون آخر حلقات مسلسل الاختلاسات واللعب في البورصة بهدف تحقيق ربح سريع عبر الحصول على فوائد خيالية شهرياً. المسلسل الذي أخرج السيناريو الخاص به رجل الأعمال صلاح عز الدين قبل ثلاث سنوات، لا يزال يلقى إقبالاً عالياً بين المواطنين من فئات اجتماعية مختلفة، رغم أن هذا النوع من الاستثمارات أثبت انهياره في كل مرة. «البطل» الجديد هو الصيرفي محمد ش. من بلدة طورا في قضاء صور، الذي يملك محلاً للصيرفة في المدينة، وقد أقنع زبائنه بإيداع الأموال معه ليشغلها في البورصة وفي مشاريع استثمارية مقابل فوائد شهرية. وأكد مقربون منه أنه كان يمنح فائدة عالية بمعدل مئة دولار عن كل ألف دولار. الاستثمار بدأ منذ أكثر من عامين، وجذب عشرات المودعين من زبائنه وأقربائهم وأصحابهم، ولا سيما من أبناء بلدته طورا ومحيطها. لكن قبل نحو شهرين، توقفت إمدادات الفوائد. انتظر المودعون تبريرات محمد، لكنهم في الأسبوعين الأخيرين فقدوا الاتصال به، إلى أن علموا بهروبه خارج البلاد، حاملاً معه نحو خمسة ملايين دولار. وأكد أقرباء له أنه بادر إلى الاتصال بعدد من مودعيه من مكان إقامته، واعداً إياهم بإعادة حقوقهم، ومعلناً خسارته في البورصة. وليست هذه المرة الأولى التي تضرب مثل هذه العاصفة بلدة طورا. فقبل أشهر، توارى أحد أبنائها، يوسف د. عن الأنظار بعد اختلاسه مبالغ أخذها بهدف تشغيلها في البورصة، مستفيداً من منصبه في إدارة أحد البنوك.
ولم يكن يوسف من سدد الضربة الأولى لطورا، بل كان صلاح عز الدين. ويحكى في البلدة أن من خسر أمواله معه، بادر إلى التجربة نفسها مرة أخرى مع يوسف ومحمد، عله يعوض خسائره.
وتجدر الإشارة إلى أن القوى الأمنية لا تزال تتحرى عن مصير المستثمرة فاطمة ل. من بلدة جويا المتوارية عن الأنظار منذ نحو شهرين في قضية مماثلة.