لم يحظ نجمٌ عربي بالشهرة التي حصل عليها عمر الشريف. النجم العربي الوحيد الذي فاز بـ 3 جوائز «غولدن غلوب» عن فيلميه «لورنس العرب» و»دكتور جيفاغو»، ثم خطف الأبصار والقلوب عن دوره في فيلم Funny girl مع باربرا سترايسند. لاحقاً، حاز جائزة «سيزار» الفرنسية المعادلة للأوسكار عن دوره اللافت في فيلم «السيد إبراهيم وأزهار القرآن» (2003). بعد كل هذا، لم يكن مستغرباً أبداً أن «تحتفي» وسائل الإعلام الغربية بـ»الأسطورة المصرية» (كما عنونت الـ«إندبندنت» البريطانية).
«نجم لورانس العرب يرحل عن 83 عاماً» هكذا عنونت الـBBC مقالها الذي تناول حياة الراحل، وهو تقريباً العنوان نفسه الذي اشتركت فيه وسائل إعلام عدة. توقفت «فرانس 24» عند نجاحه الكبير في فيلمين من إدارة المخرج ديفيد لين، مشيرةً إلى وفاته متأثراً بأزمةٍ قلبية في مصر، ومرفقة المقال بمقاطع فيديو من أفلامه. الـ«غارديان» البريطانية بدورها تناولت حياة الراحل، مذكرةً بإعلان طارق ابن الشريف إصابة والده بـ»الزهايمر» منذ فترة. (وهو ما ذكّرت به صحيفة «إل موندو» الإسبانية أيضاً). ورغم أنّ US Today اكتفت بعنوانٍ بسيط (الممثل عمر الشريف يرحل عن 83)، إلا أنها لم تنكر أبداً «مهارة» الشريف التمثيلية، وقدرته على أداء أدوارٍ صعبة.
وفي مقالها عن الراحل، أشارت «دايلي مايل» البريطانية إلى جماله الأخاذ وشخصيته الفذة وقدرته على أداء أصعب الأدوار، فضلاً عن إجادته لغات عدة، ما أهّله بسهولة لأداء أدوار عديدة. بدورها، قدّمت «فوكس نيوز» مقالاً «موسّعاً» عن الراحل. هكذا، تحدثت عن تحقيقه نجاحاً هائلاً في فيلميه الأولين، ليعود ويخفت بريقه بعض الشيء، إلا أنه حافظ على «قدراته» المميزة على تأدية أدوارٍ شديدة التنوع، فمن الثائر الأرجنتيني تشي غيفارا في فيلم «تشي»، إلى البحار الإيطالي ماركو بولو في «ماركو الرائع» وقائد المغول «جنكيز خان» في الفيلم الذي حمل العنوان نفسه، و»جنرالٍ ألماني» في «ليلة الجنرالات»، وأمير نمسوي في «مايرلنغ». حتى إنّه أدى دور مجرمٍ مكسيكي في «ذهب ماكينا».