فيما العالم منشغل بالحملات المناهضة للتحرّش الجنسي (#أنا_أيضاً و#نفد_الوقت...) في أعقاب فضيحة المنتج السينمائي الأميركي الشهير هارفي واينستين العالم الماضي، قرّرت الممثلة الفرنسية كاترين دينوف (الصورة) السير عكس التيّار.
انضمت النجمة البالغة 74 عاماً إلى 99 امرأة أخرى (من بينهن الشهيرة كاترين مييه صاحبة كتاب «حياة كاترين م. الجنسية» ــ 2002)، أمس للتنديد بردود الأفعال الغاضبة ضد الرجال وعودة الطهرانية، وشددن على أنّ حملة #metoo المناهضة وصلت إلى حد «التزمّت» كما أججّتها «كراهية الرجال». في عمود نشر في صحيفة «لو موند» الفرنسية وشبّه ما يجري بـ «صيد الساحرات»، قالت المجموعة إنّ «هذه الدعوة إلى إرسال الرجال إلى المذبح، بدلاً من مساعدة النساء على أن يكن أكثر اعتماداً على الذات، يساعد أعداء الحرية الجنسية من المتزمتين»، مضيفة: «حق الرجل في «القليل من التحرّش» بامرأة جزء أساسي من الحرية الجنسية». وتابع النص أنّ «الاغتصاب جريمة، إلا أنّ محاولة الإغواء ليست هجوماً ذكورياً... هذه العدالة (عبر الإنترنت) عاقبت رجالاً في وظائفهم وأجبرت بعضهم على الاستقالة، في حين أنّ كل ما فعلوه كان لمس ركبة أو محاولة اختلاس قبلة أو الحديث عن أمور «حميمية» أثناء عشاء عمل»، لافتة إلى أنّه «نحن ندافع عن الحق في القليل من التحرّش الذي يعتبر حيوياً للحرية الجنسية». من جهتها، قالت الوزيرة الفرنسية المكلّفة بالتصدي للعنف ضد المرأة، مارلين شيابا، في تعليق لوكالة «رويترز» إنّ فضيحة واينستين أدّت إلى «إعادة التفكير في التوجهات بخصوص التحرّش الجنسي في فرنسا»، فيما شرعت شيابا في مشاورات في مختلف أنحاء البلاد بشأن قانون من المقرّر أن يتضمن إجراءات لمكافحة التحرش الجنسي بالشوارع.
لا تعد خطوة دونوف مستغربة، إذ أنّها تأتي في سياق مواقفها السابقة. ففي مقابلة مع موقع «هافنغتون بوست» الأميركي الناطق بالفرنسية، تساءلت الممثلة الحاصلة على أوسكار في تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي عن جدوى الحملات المناهضة التي تنتشر على السوشال ميديا، واصفةً إيّاها بـ «المريعة». وقبل ذلك، رفضت بطلة فيلم Belle de Jour (عام 1967) في مقابلة أخرى مع تلفزيون BFM إدانة واينستين، مؤكدة أنّه «لن أحكم عليه أخلاقياً».