ليس الاعتزال وارداً في نظر كلينت إيستوود. فنجم هوليوود الأسطوري لم يكتف في الحادية والتسعين من العمر بإخراج فيلم جديد هو Cry Macho بل إنه يمثّل فيه ويركب حصاناً ويسدّد أيضاً ضربة باليد.يندرج الشريط الذي يبدأ عرضه اليوم في الصالات الأميركية في سياق أفلام الويسترن التي حقّق الممثّل نجومية بفضلها. ويؤدّي كلينت إيستوود دور بطل الروديو السابق «مايك ميلو» الذي يُكلّف بمهمّة أخيرة. ينبغي لميلو أن يسافر إلى المكسيك ويعثر على ابن مديره السابق رافو ويعلّمه أصول امتطاء الخيل. في رحلة العودة إلى تكساس، يسلك الثنائي طرقاً خلفية، ويواجهان تحديات غير متوقعة. كل ذلك بينما يقيم «مايك» علاقة غير محتملة مع «رافو»، مطوّراً إحساسه الخاص بالفداء.
سيناريو فيلم Cry Macho من تأليف ن. ريتشارد ناش، وهو يستند إلى قصة تحمل العنوان عينه من سبعينيات القرن الماضي، بمشاركة نيك شينك. قائمة الأبطال تشمل أيضاً: ناتاليا ترافن، دوايت يوكام، فرناندا أوريجولا، هوراسيو غارسيا روخاس وغيرهم.
وكشف إيستوود أنّ «فكرة هذا الفيلم تعود إلى حوالى أربعين سنة». وهو لم يكن وقتذاك متقدّماً في السنّ بما فيه الكفاية لتأدية هذا الدور، فاقترح على المنتج «إخراج الفيلم والاستعانة بروبرت ميتشوم في دور البطولة».
إلا أنّ المشروع لم يبصر النور، وبعد بضعة عقود بات الممثّل يعتبر أنه نضج بما فيه الكفاية لتأدية هذا الدور بنفسه.
في السياق نفسه، قال تيم مور المنتج الذي غالباً ما تعاون مع إيستوود في تصريح أدلى له قبل مدة خلال فعاليات مهرجان «سينماكون» في لاس فيغاس «يحبّ الجميع رؤية كلينت معتمراً قبّعة راعي البقر وراكباً حصانا. وهو لم يمتط دابة منذ +أنفورغيفن+»، في إشارة إلى فيلم الويسترن الشهير المتوّج بجوائز أوسكار عدّة.
وأخبر مور أنّ «الحماسة كانت شديدة في أوساط الطاقم في اليوم الأوّل الذي امتطى فيه الخيل. وكانت تلك فعلاً لحظة خاصة».
ذاع صيت كلينت إيستوود الحائز جوائز أوسكار عدّة على الصعيد العالمي في الستينات بفضل أفلام الويسترن سباغيتي لسرجو ليونه، مع الثلاثية الشهيرة A Fistful of Dollars وFor a Few Dollars More وThe Good, the Bad and the Ugly.
ومنذ بداياته في الإخراج مع Play Misty for Me سنة 1971، توالت أفلامه وغالباً ما كانت تكلّل أعماله بالنجاح. وهو أعرب عن رغبته في مواصلة العمل ما دام يجد مشاريع «جديرة بالاهتمام».
وأعلن كلينت إيستوود المولود سنة 1930 اعتزاله التمثيل بعد Gran Torino سنة 2008، لكنّه عاد إلى الشاشة بعد أربع سنوات مع Trouble with the Curve ثمّ مجدّدا سنة 2018 مع The Mule.
وفي الشريط الترويجي لفيلم Cry Macho الذي يعرض بالتزامن في صالات السينما وعلى منصّة البثّ التدفقي HBO Max، تلميحات كثيرة إلى فارق السنّ بين بطلي الفيلم اللذين تنشأ بينهما علاقة صداقة على طريق العودة إلى تكساس المحفوفة بالمخاطر. ويقول رافو الذي يؤدّي دوره الممثّل المكسيكي الشاب إدواردو مينيت «كنتَ قويّاً في ما مضى». ويجيبه كلينت إيستوود: «كنت أتحلّى بصفات كثيرة في ما مضى».