أعلن المخرج والممثل الفلسطيني محمد بكري أخيراً عن إلغاء مشاركته في الدورة الخامسة من «مهرجان الجونة السينمائي» المستمر على البحر الأحمر لغاية 22 تشرين الأوّل (أكتوبر) الحالي، حيث كان من المقرر أن يُكرّم اليوم الأربعاء، احتجاجاً على ما تعرّض له المخرج الفلسطيني المقيم في المملكة المتحدة سعيد زاغة في مطار القاهرة الدولي وترحيله من دون السماح له بالدخول. أمس الثلاثاء، أصدر بكري بياناً نقلت مضمونه مجلة «فارايتي» على موقعها الإلكتروني، وقال فيه إنّه ألغى زيارته لـ «الجونة» احتجاجاً على ترحيل زاغة وعلى ما يتعرض له السينمائيون الفلسطينيون في مطار القاهرة.
وأكد بكري في بيانه أنّه «قررت عدم الذهاب إلى مهرجان الجونة السينمائي. هذا رد فعل، من حيث المبدأ، على سوء معاملة الفنانين الفلسطينيين، بغض النظر عن جواز سفرهم، سواء أكان أردنياً أم فلسطينياً أم إسرائيلياً أم أيّاً كان. حان الوقت لمنح الفلسطينيين حقوقهم كاملة... هذا لا ينطبق فقط على الفنانين الفلسطينيين. أنا أشير إلى الفلسطينيين كلهم».
وأضاف: «رأيت أبناء شعبي عالقين في مطارات العالم كله، وتحديداً في الدول العربية، تحت رحمة مسؤول في المطار. شاهدت أطفالاً جياعاً وأهلهم يفترشون أرض المطارات. وأحياناً عليهم الانتظار لأيام. أقول للسلطات كلها حول العالم، وتحديداً العربية منها: هذا يكفي. لقد نلنا كفايتنا! أقوم بما أقوم به الآن احتجاجاً على ما حدث معي سابقاً، وما حدث مع علي سليمان أيضاً. أحتج أيضاً على ما حدث مع سعيد زاغة أخيراً الذي احتجز لـ12 ساعة وتعرض للإذلال في مطار القاهرة، ثم رُحّل في نهاية المطاف. هذه كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لي. لكنني الآن أعترض نيابة عن كل فلسطيني في هذا العالم».
وأشار بكري إلى أنه لا يحمّل منظمي المهرجان المسؤولية، لكنه يأمل أن تسعى الإدارة لمعرفة من يقف وراء الترحيل، مضيفاً: «لم تدخر إدارة مهرجان الجونة السينمائي جهداً. وعدوني بتسوية كل شيء عند وصولي (...) لكني لا أرغب في المخاطرة. أحترم المسؤولين عن المهرجان، وأحترم قرار المهرجان بتكريم عملي. لا خلاف على هذا. ومع ذلك، فإن هؤلاء الأشخاص (إدارة المهرجان) ليست لديهم سلطة لحماية واحترام ضيوفهم الفلسطينيين. ليس لديهم نفوذ على سلطات الموانئ. ربما لا تنبغي لهم دعوة الناس في المستقبل، وتجنيبهم الإذلال». وسأل صاحب وثائقي «جنين جنين»: «من الذي يرفض دخولنا (إلى مصر) بغض النظر عن نوع جواز سفرنا؟ سواء كنت أنا أو علي سليمان أو زاغة. يجب أن تعرف إدارة المهرجان المسؤول. إذا لم يكن المهرجان، فمن؟ من يجب أن نتهم؟».
علماً بأنّه في عام 2018، كان الممثل الفلسطيني علي سليمان قد رُحِّل من مطار القاهرة أثناء توجّهه لحضور فعاليات «مهرجان الجونة» ليكون عضواً في لجنة التحكيم.