في الذكرى الخامسة لرحيل المطران المقاوم هيلاريون كبوجي (1922-2017)، احتضنت «دار الأسد للثقافة والفنون»، أمس الأحد العرض الأوّل للفيلم الروائي السوري «المطران» الذي كتبه حسن م يوسف وأخرجه باسل الخطيب وأنتجته «المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني» ويتصدّر قائمة أبطاله النجم السوري رشيد عسّاف.تدور الحكاية حول كبوجي الذي أنهى دراسته اللاهوتية في «معهد القديسة حنة» في القدس في أواخر أربعينيات القرن الماضي، وكان شاهداً على نكبة عام 1948، قبل أن يعود إلى موطنه سوريا. وبعد مرور 17 عاماً وتحديداً عام 1965، يعود إلى فلسطين من جديد، وتحديداً إلى القدس المحتلة، لكن هذه المرة مطراناً للروم الملكيين الكاثوليك. يعاصر المطران مأساة الفلسطينيين مع الاحتلال الإسرائيلي، وسقوط القدس كاملة بيد الصهاينة عقب نكسة حزيران (يونيو) 1967، لتبدأ مرحلة مهمة من حياته. كان دور المطران في هذه الحقبة، مزدوجاً. فتارة كان راعياً لشؤون رعيته وكنيسته، وطوراً مناضلاً ومقاوماً من أجل حقوق الشعب الفلسطيني. هكذا، قضت محكمة إسرائيلية بسجنه 12 عاماً، في محاكمة تاريخية، ليقبع رهينة الاعتقال لأربع سنوات قبل أن يتدخل الفاتيكان لإطلاق سراحه المشروط بإبعاده عن فلسطين، وعدم زيارة أي دولة عربية.
علماً بأنّ هيلاريون كبوجي كان محور مسلسل «حارس القدس» الذي عرضته «الميادين» في رمضان 2020، وحمل توقيع فريق العمل نفسه. تناول العمل الدرامي يومها حياة المطران المولود في حلب الذي جيّر مكانته الدينية لخدمة القضية الفلسطينية ومساعدة مقاومي الاحتلال الإسرائيلي ودفع أثماناً باهظة.