مرّت سنتان على مغادرة فاضل الجعايبي إدارة المسرح الوطني بعد انتهاء عقده، من دون تعيين خلف له في إدارة أهم مؤسسة مسرحية في تونس. وقد تعاقب على وزارة الثقافة خمسة وزراء من دون أن يتم تعيين مدير جديد، فيما خلقت حالة الفراغ على رأس هذه المؤسسة مشكلات للعاملين فيها والمتعاملين معها.عدد من المسرحيين من أجيال مختلفة أصدروا رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد مطالبين بتعيين مدير عام جديد من الكفاءات المسرحية معتبرين التأخير في تعيين المدير شكلاً من أشكال ترذيل الحياة المسرحية.
وقد جاء في الرسالة التي أطلعت عليها «الأخبار» أنّه «يغلق المسرح الوطني التونسي سنته الثقافية الثانية من دون مدير عام، وهو ما سبب شللاً في هذه المؤسسة العمومية الرائدة والمرجعية التي تمثّل واجهة الثقافة المسرحية التونسية. وأمام تجاهل نداء المسرحيين وتهميشهم بترذيل الحياة المسرحية ووضعها في مقام الاستحالة حيث تسري عمليّة تخصيب الفراغ بشكل مفزع، وأمام سياسات المماطلة والتلاعب الذي يشهده ملف تعيين مدير عام للمؤسسة المذكورة أعلاه». وأضاف النص: «نحن المسرحيون التونسيون نطالب بإنقاذ المسرح الوطني التونسي عبر تعيين مدير عام من الكفاءات المسرحية حسب ما يمليه القانون الأساسي لهذه المؤسسة، ووفق معيار الكفاءة والمشروع الفكري والجمالي».
ولفت الموقعون على الرسالة أنّ «المسرح ليس مجرّد قناع جمالي لأيّ بلد، إنّه بالكاد قلبها النابض».
يذكر أنّ المسرح الوطني تأسّس في منتصف الثمانينيات على يد المسرحي الراحل منصف السويسي، وتولى إدارته بعده محمد إدريس، ثم أنور الشعافي وفاضل الجعايبي الذي أداره لست سنوات.