في تسعينيات القرن الماضي، وعند إنطلاقة نجوى كرم في عالم النجومية، كانت دمشق بالنسبة اليها المحطة الثابتة في حفلاتها وأغانيها. فالجمهور السوري كان على علاقة وطيدة مع «شمس الاغنية اللبنانية»، وكانت الالبومات والاغاني التي تطرحها كرم تحقق إنتشاراً واسعاً في سوريا. بقيت علاقة نجوى مع هذا الجمهور وطيدة إلى أن أتت الحرب السورية وجمّدت الحفلات بشكل نهائي. يومها إلتزمت كرم الصمت حيال ما يحصل في سوريا، متخذة الموقف الوسطي في تعليقاتها. قبل أيام قليلة، فجّرت المغنية مفاجأة من العيار الثقيل عند إعلانها عن عودتها للحفلات في سوريا بعد إنقطاع سنوات عدة. وأعلنت كرم أنها ستحيي سهرة في 18 آب (أغسطس) الحالي في قلعة دمشق. ولتلك المناسبة، أطلقت كرم إعلاناً على صفحاتها على السوشال ميديا، قائلة «متل ما تعودت من بداياتي مع جمهور حققلي أهم النجاحات بحياتي الفنية، رح نرجع نتلاقى سوا بالشام في قلعة دمشق. حتى نرجع بالذكرى لأحلى إيام عشناها مع بعض». لقي الاعلان صدى طيباً على تويتر، وحمل كل مؤشرات الحنين إلى تواجد كرم في «عاصمة الياسمين».
في هذا السياق، بعد الاعلان عن تلك السهرة، لقيت نجوى ترحيباً لافتاً من قبل النجوم السوريين الذين أعلنوا عن إنتظارها في بلدهم. كذلك، راحت التعليقات تشيد بخطوة المغنية بالغناء في سوريا، في وقت يقدّم فيه غالبية النجوم «الولاء والطاعة» للسعودية التي تعرف فورة فنية غير مسبوقة.
من جانبه، قال «نقيب الفنانين السوريين» محسن غازي، في تصريح إعلامي إنّ «سوريا مفتوحة أمام الفنانين كافة ومن مختلف الدول». وأوضح: «لسنا نحن الذين أتينا بنجوى كرم، بل حالتها الجماهيرية هي التي جعلتها تأتي إلى سوريا لأنها ساكنة في وجدان الجمهور».
في مقابل حالة الترحيب التي لقيتها نجوى كرم، بدأت المقارنات تُعقد بينها وبين مواطنتها هبة طوجي التي منعت من الغناء في سوريا. قبل فترة، اعتذرت طوجي (بالاشتراك مع أسامة الرحباني) بشكل مفاجئ عن حفلتين كانتا مقرّرتين في التاسع والعاشر من آذار (مارس) الماضي على مسرح «دار الأوبرا» في دمشق. خطوة طوجي حملت دلالات سياسية، وقدمت مبررات غير مقنعة. وقد أدى ذلك إلى إصدار وزيرة الثقافة السورية لبانة مشوّح قراراً بمنع طوجي وأسامة من الغناء في دار أوبرا دمشق «طوال حياتهما».