بعد مرور 28 عاماً على طرح أوبريت «الحلم العربي» الذي صدر عام 1996 وحاكى أحلام المواطن العربي بعالم موحّد، طرحت «أكاديمية الاعلام الجديد» الاماراتية النسخة الثانية من العمل الغنائي. في هذا السياق، شارك 11 فناناً عربياً في النسخة الجديدة من «الحلم العربي» من بينهم عاصي الحلاني والاماراتية أحلام والسورية أصالة نصري وغيرهم، الذي غنوا كلمات الاوبريت القديم بتوزيع جديد. وشهد العمل الجديد إنضمام ثلاثة مغنين إلى الأسماء القديمة وهم: اليمنية بلقيس والمصري أبو والفلسطيني محمد عساف.على الضفة نفسها، من الواضح أن القائمين على «الحلم العربي» منفصلون عن الواقع بشكل كلّي. فقد تضمّن الكليب مشاهد لأطفال يركضون ويضحكون، بينما تمايلت المغنيات على موسيقى الاوبريت، كأنّ السلام يعمّ العالم العربي. كما غاب الاوبريت عن الحدث في فلسطين المحتلة التي تعيش إبادة منذ أكثر من خمسة أشهر.
تضمّن الاوبريت مشاهد لا تمتّ للواقع بصلة، ولم يذكر صنّاع الاوبريت صور آلاف أطفال غزة الذين راحوا ضحية المجازر التي إرتكبها العدو الاسرائيلي بدءاً من السابع من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. لم يحاك العمل الغنائي واقع الدول العربية التي وقفت على الحياد في تلك المجارز، بل رفع شعارات مزيفة ورنانة.
هكذا، بدا «الحلم العربي» بمثابة حقن مخدّرة للوجع العربي وغضّ القائمون عليه النظر على أوجاع فلسطين. أجمعت التعليقات على الفيديو الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي و«يوتيوب»، على أنّ «الحلم العربي» بعيد عن الواقع، ولن يتحقّق إلا في حال الاجماع على القضية الفلسطينية. وشهد «الحلم العربي 2» إنقساماً في الآراء، بينما الجزء الاول منه عرف شعبية واسعة، وتحديداً عام 2000 عقب إنتفاضة الاقصى الثانية.