منذ سنوات، لم يقدّم النجم السوري غسّان مسعود جديداً يذكر على مستوى الدراما المحلية. لكن كعادته، فإنّ غيابه عن الشاشات العربية سيعوَّض حتماً بتجربة عالمية جديدة. مشوار الرجل مع التجارب الأجنبية بات طويلاً، وتحقيقه حضوراً متواصلاً في هذا المكان أكسبه تصنيفاً نقدياً مختلفاً عن غالبية زملائه وأبناء جيله، منذ أن لعب دور عمره، أي شخصية القائد صلاح الدين في فيلم «مملكة السماء» (2005) لريدلي سكوت، بعدها اعتذر عن عدم العمل مع المخرج نفسه في فيلم Body of Lies. حينها، اعتقد أنّه لن يحظى بفرصة الوقوف أمام كاميرته مرة ثانية، لكنّه كان مخطئاً. إذ سرعان ما دعاه سكوت للعمل في «سفر الخروج: آلهة وملوك» (2014). وبين التجربتين، اختلف الوضع بالنسبة لمسعود: أصبح ممثلاً أوّل في بلاده، وراح يلعب أدواراً سينمائية واحداً تلو الآخر في «وادي الذئاب» (2006 ــ إخراج سردار أكار وسعدالله سنتورك)، ثمّ أدّى بطولة الفيلم التجريبي «ظلال الصمت» (2006) للسعودي عبدالله المحيسن، قبل أن يعود إلى هوليوود في «قراصنة الكاريبي: في نهاية العالم» (2007) لغور فيربينسكي.وفي السينما المصرية، شارك في «جوبا» (2007) لأحمد سمير فرج، و«الوعد» (2008) لمحمد ياسين، ليرجع إلى تركيا في «فراشة» (2009 ــ إخراج سيهان تاسكين وغوناي غونيدين). بعد تجربته الثانية مع ريدلي سكوت، لم يطل انتظاره. دعته وزارة الثقافة الأوزباكستانية، وعاد مبرماً عقده الجديد مع صنّاع فيلم «بارون» (إخراج الروسي رستم سادكيير). أدى مسعود دور البطولة في العمل، من خلال شخصية البارون، عرّاب تجارة المخدرات ورجل الأعمال الفاسد الذي يعرف من أين تؤكل الكتف. أما في 2017، فحظي مسعود باتفاق جديد مع سكوت، إذ صور مشاهد أولية من دور البطولة الذي يؤديه في الفيلم الأميركي «كل أموال العالم» الذي يخوض في موضوع إشكالي هو تجارة النفط وعلاقة أميركا بالسعودية المبنية على جسور الذهب الأسود انطلاقاً من سبعينيات القرن الماضي.
وقبل مدّة، شارك الممثل السوري في فيلم «تشيللو» (عن رواية للمستشار السعودي تركي آل الشيخ، وإﺧﺮاﺝ دارين لين بوسمان). أما هذا العام، فيمشي الممثل السوري خطوة جديدة على طريق حضوره خارج الوطن العربي مع غيابه عن الدراما المحلية، ويلعب دور أبي أيّوب الأنصاري في مسلسل «محمد سلطان الفتوحات» الذي بثته القناة الرسمية التركية TRT1. تظهر الشخصية في زمن سابق بطريقة متوازية مع الحدث الرئيسي، وزمن محمد الفاتح. العمل من إنتاج شركة Miray Yapım التركية، ويدور حول حياة وفتوحات السلطان محمد قائد الدولة العثمانية.
عن هذا العمل، يقول مسعود لـ «الأخبار»: «ستترك التجربة لتصويت الجمهور. وفي حال حققت قبولاً، فالإنتاج سيستمر بعدد حلقات إضافية». ويضيف: «يلا يمكن الحديث عن هكذا أعمال باستطراد طالما أنها صارت بين في متناول المشاهدين».
من ناحيتها، تؤكد الشركة المنتجة لنا أنّ مسعود «يحيي شخصية أبي أيوب الأنصاري التي ستنعكس على الشاشة بالتوازي مع قصة السلطان محمد الفاتح. كما تهدف شركتنا إلى صياغة منطق جديد على صناعة التلفزيون التركي من خلال مشاريع طموحة مثل «محمد: سلطان الفتوحات»...».
وعن مشاريعها المستقبلية، توضح أنّها «تخطط للظهور أمام المشاهدين بأعمال مماثلة لناحية الجودة والإثارة، تواصل نقل تاريخنا وثقافتنا القديمة».