الخبر الذي أوردته «الوكالة الوطنية»، أمس، ليس «مزحة». لبنان يعتزم إطلاق اسم الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز على أحد شوارع العاصمة بيروت، وذلك في إطار «تعزيز العلاقات التاريخية اللبنانية ــ السعودية» وضرورة الحفاظ عليها. وهي المصطلحات التي نقلتها الوكالة عن مجلس بلدية بيروت التي يبدو أنها قررت، سلفاً، إطلاق اسم «جادة الملك سلمان بن عبدالعزيز» على الطريق الممتد من ميناء الحصن إلى ما بات يُعرف بالـ«زيتونة باي»، «تأكيداً لحرص رئيس الجمهورية ميشال عون على عودة العلاقات إلى طبيعتها». وبمعنى أوضح، فإن الإجراء المُفاجئ أصبح ساري المفعول، بانتظار الاحتفالية التي ستقام عند السادسة والنصف من مساء يوم غد (الثلاثاء)، للإعلان الرسمي عن تدشين الجادة.ووفق ما ذكرت الوكالة، فإن الاحتفال سيقام برعاية رئيس الحكومة سعد الحريري وحضوره، وبحضور القائم بأعمال السفارة السعودية، وليد البخاري، أمام فندق الـ«فور سيزونز» في بيروت.
الخبر الذي ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي، فاجأ الجميع لناحية تفرّد بلدية بيروت باتخاذ قرار يعني اللبنانيين عموماً، وليس أهل بيروت فقط، وفي خضم أجواء سياسية دقيقة وغير مستقرة على أعتاب الانتخابات النيابية المقررة في 6 أيار/مايو المقبل.


ومن ناحية أخرى، فإن توقيت الإجراء الذي لا يبدو بريئاً وفق بعض المعترضين، ينذر بتداعيات سلبية على المدى الطويل، أولها تعميم حالة التقسيم السائدة في العاصمة نتيجة انقسام أهلها في ما بينهم، بعد «الأزمة» الأخيرة التي اندلعت على خلفية استقالة الحريري المفاجئة من الرياض في 4 تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي.
في أية حال، هي ليست المرة الأولى التي تقدم فيها البلدية على تسمية شارع تيمّناً بشخصية غير لبنانية (غورو، ويغان، شارل ديغول، كليمنصو، اللمبي، جاك شيراك...) لأسباب عدة، بيد أن الإجراء الذي جاء مفاجئاً لم تتضح أسبابه الحقيقية بعد.
وحين حاولت «الأخبار» التواصل مع رئيس بلدية بيروت، جمال عيتاني، لاستيضاح ملابسات صدور الإجراء، لم تلقَ تجاوباً.