بعد حوالى شهرين من إطلاق مشروع متحف بيروت التاريخي في وسط المدينة، وإثارة تساؤلات وشكوك في شأن الاكتشافات الأثرية الأخيرة في الموقع وسياسة التعامل معها، عادت القضية لتثير الاستفهامات مع ظهور دلائل على وجود عمليّات في الموقع القابع على 5000 آلاف سنة من آثار مدينة بيروت. في اتصال مع جمعية «نحن» المتابعة للملف بالتنسيق مع مديرية الآثار، أشار رئيسها، محمد أيّوب، إلى مفاجأة الجمعية ببدء العمل على الأرض ومن أنه يتمّ تفكيك الموقع، «من دون تنسيق أو جواب»، وذلك في ظلّ وجود مخاوف جدية من ناشطين بأن أعمال البناء تدمّر الموقع الأثري.
وأوضح أيوب لـ«الأخبار»، أن الجمعية سبق أن تعاونت مع مديرية الآثار وساهمت معها من خلال إرسال مجموعة خبراء لبنانيين وإيطاليين بعد موافقة المديرية، للاطلاع على الموقع. وقدّم فريق الخبراء تقريراً علمياً للمديرية، وفق أيوب، يتضمّن توصيات في شأن كيفية التعامل مع الموقع الأثري ذي الأهميّة البالغة.

وطالب أيوب بتوضيحات من الجهات المعنية، مع تأكيده أن هذه التوضيحات ضرورية لفهم ما يجري الآن فعلياً على الأرض وما إذا كان يتوافق مع الأسلوب العلمي للتعامل مع هذا الموقع، مضيفاً أنّ الجمعية تدعم ما تقوم به المديرية إذا كان متوافقاً مع المعايير العلمية. هذا مع العلم أنّ مديرية الآثار قد اطلعت على مضمون توصيات «نحن» وتعاونت معها، وهو ما أثار تساؤلات لدى الجمعيّة في شأن أسباب بدء العمل على الأرض. لذلك، أكد أيوب بأن الجمعية ستتواصل مع مديرية الآثار قبل أن تتخذ موقفاً من المسألة.
بالنسبة إلى مديرية الآثار، فهي تؤكد أنها موجودة على الأرض وتعمل على المتحف «وفق الأصول»، وأن المخاوف المشار إليها ليست بمكانها.
لكن، حتى الآن، تبقى التكهنات قائمة ويبقى شروع العمل بمشروع المتحف الذي تبلغ قيمته 35 مليون دولار، بحاجة إلى تفسيرات في شأن كيفية العمل على متحف بيروت التاريخي من دون إلحاق الضرر بالآثار. إضافة إلى ذلك، يبقى الموضوع بحاجة إلى تفسيرات في شأن نوع المكتشفات الأثرية وعمقها، علماً أن معظم التقارير تشير إلى أن الموقع يحتوي آثاراً يعود بعضها إلى العصر البرونزي وتمتدّ إلى الحقبة العثمانية، أي إنه يحمل آلاف السنين من تاريخ مدينة بيروت.