أعلن وزير الخزانة الأميركي مساندته إيلون ماسك
على أن وقتاً طويلاً مرّ على مقابلته مع «غارديان»، والتي جاءت في إطار تحقيقٍ أجرته الصحيفة عن الوجه الآخر لعملاق السيارات الكهربائية، استناداً إلى شهادات أدلى بها عمّال في المصنع، تحدّثوا عن ثقافة وصفوها بأنها تتطلّب ساعات عمل طويلة تحت ضغط مكثّف، وأحياناً تتطلّب العمل رغم الألم والإصابة، من أجل تحقيق الأهداف الطموحة للمدير التنفيذي؛ إلا أنه يمكن توظيفها في سياق راهن. من التصعيد، انتقل ماسك إلى التهديد، وهو ما دأب على فعله في غير مناسبة. وللمناسبة، فإن الإعلام الغربي يبدو مُعجباً بالملياردير العصبي الناجح والمحبّ لعمله. ما يقوله ويفعله يوضع في إطار الجرأة: تحدّي السلطات (جرأة)، العودة إلى العمل بالقوّة (جرأة)، ضرورة استثناء «تيسلا»، أيضاً جرأة. على أيّ حال، لم يُقدِم ماسك على خطوات عمليّة لتنفيذ تهديده بنقل الشركة إلى خارج كاليفورنيا، بعدما منعته سُلطات الولاية من استئناف الإنتاج. تهديدٌ، في حال تنفيذه، يعني احتمال خسارة آلاف العمال وظائفهم، وهو ما لن تقبل به إدارة ترامب، خصوصاً في ظلّ ارتفاع معدلات البطالة إلى نسب قياسية. في سلسلة تغريدات كتبها يوم السبت، قال ماسك: «صراحة، هذه هي القطرة التي أفاضت الكأس. ستنقل تيسلا الآن مقرّها وبرامجها المستقبلية إلى تكساس/ نيفادا، فوراً». وبالفعل، أقامت الشركة دعوى قضائية على سلطات مقاطعة ألاميدا، بعد ممارستها ضغوطاً مِن أجل إعادة فتح مصنعها. وبرّرت إجراءها بالقول إن موقف المقاطعة لم يجعل أمام الشركة أيّ خيار سوى القيام بإجراء قانوني لضمان تمكّنها من العودة إلى العمل، لافتةً إلى أنها وضعت خطّة شاملة تتضمّن تدريباً على الإنترنت عبر الفيديو للأفراد، وتقسيم مكان العمل والكشف على درجات الحرارة وشروط ارتداء معدات واقية وبروتوكولات صارمة للنظافة والتعقيم. في الدعوى القضائية المرفوعة أمام محكمة فدرالية في سان فرانسيسكو، كتبت الشركة أن ألاميدا (المُقرّر أن تبقى في العزل حتى نهاية الشهر الجاري، مع السماح باستئناف الأعمال الأساسية) تعمل ضدّ الدستور الاتحادي ودستور كاليفورنيا، إضافة إلى تحدّي أمر حاكم الولاية. ضغوط سرعان ما وجدت طريقها إلى الإدارة الأميركية، خصوصاً بعد إعلان وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين في حديث إلى قناة «سي إن بي سي»، أمس، مساندته إيلون ماسك: «إنه واحد من أكبر أصحاب العمل والمصنّعين في كاليفورنيا. على الولاية إعطاء الأولوية للقيام بكلّ ما يلزم لحلّ تلك المشاكل الصحية، حتّى يتمكّن (ماسك) من استئناف عمله بسرعة وبأمان».