يحتاج المزارعون في الأرياف عامّة، والمُقبلون على استصلاح أراضيهم حديثاً في لبنان بفعل الأزمة الاقتصادية الخانقة، وحاجتهم إلى مورد إضافيٍّ إلى إرشاد في كلّ تشعّبات العمل الزراعي، كنوع الشتول أو البذور الصالحة لنوع التربة في الأرض، تحديد مكوّنات التربة وما ينقصها من عناصر، حالة الطقس ومكوّنات الهواء في الأرض الزراعية، وكيفية تصريف المحصول بأقلّ كلفة ممكنة.
بشرى أبو قنصور من ميمس قضاء حاصبيا وريان مصطفى من قبريخا قضاء صيدا، طالبتا المعلوماتية الإدارية وبرمجة الكومبيوتر في جامعة الـLAU، جمعهما هدف واحد، هو تقديم المساعدة للمزارعين، لتتخذا من المباراة التي نظّمتها جامعة «Biose State» الأميركية، والتي ضمّت طلاباً من جامعات عالمية، فرصةً لتقديم المساعدة للمزارعين، ليكون مشروعهما من بين المشاريع الفائزة.

مشروع الطالبتين عبارة عن تطبيقٍ إلكترونيٍّ يحمل اسم «My Land» يساعد المزارعين اللبنانيين في كلّ المناطق، ويقدّم الحلول العلمية لأيّ مشكلة قد تواجه المزارعين في عملهم. وقد حصلتا على مبلغ 500 دولار من المنظّمين ستستثمرانه في تطوير التطبيق من ناحية الشكل والمضمون وتقديم المحتوى باللغة العربية إلى جانب اللغة الإنكليزية، حيث فرضت شروط المباراة تقديم المشروع باللغة الإنكليزية.

لا تعوّل الطالبتان على الجهات الرسمية المختصّة في تقديم الدعم لإتمام مشروعهما، وتقول أبو قنصور إنّ «العلم الذي لا يهدف إلى خدمة المجتمع وأبنائه يتساوى مع الجهل، لذلك قرّرت وريان المساهمة في نشر الوعي الزراعي في وطننا، وفكّرنا في تطبيق يواكب المزارع من حراثة أرضه إلى سوق التصريف، بانتظار دعم من جهات أكاديمية أو أشخاص خيّرين ليبصر التطبيق النور، كي يتسنّى للمزارعين في لبنان الاستفادة الفعليّة منه».

وتوضح أنّ المزارع يستطيع «من خلال التطبيق تحديد نوع الزراعة والبذور والشتول الأفضل بالنسبة لنوع التربة في أرضه، والمناخ في منطقته، بالإضافة إلى إرشادات بشأن العناصر الطبيعية التي تحتاجها التربة، والنبتة لإتمام التمثيل الكلوروفيلي، وإرشادات بطرائق الزراعة التي تزيد من الإنتاجية وتخفّف التكلفة على المزارع».

وتشير إلى أنّ «التطبيق يراعي المكان الجغرافي لكلّ مزارع، لذا ضمّناه أسماء وأرقام هواتف خبراء زراعيين في كلّ المناطق يمكن للمزارعين استشارتهم عند الحاجة، وعناوين وأرقام محلّات تؤمّن البذور والأسمدة الزراعية من كل المناطق، ويحتوي التطبيق أيضاً على مسح للمحال التجارية والـ«حِسبات» ليستطيع المزارع تصريف محصوله بتكلفة نقل زهيدة». وتلفت إلى أنّها «وريان بصدد تقديم طلب لوزارة الاقتصاد للحصول على «براءة اختراع» تحفظان بموجبه حقوق الملكية الفكرية للمشروع».