يعتصم أهل الجامعة اللبنانية اليوم، للمطالبة بإنصافها. اعتصام لا يُحتسب في سلسلة اعتصامات وتظاهرات رافقت هذه الجامعة منذ ولادتها قبل 70 عاماً، بالقوة. هذه الجامعة اللبنانية المُهمَلة منذ عقود، والتي لا يتذكّرها السياسيون إلا ليتحاصصوا مراكزها، يتذكرها طلابها يومياً. لذا خصّصت "الأخبار" هذا الملف لهم، لترفع صوتهم وتنقل جزءاً بسيطاً من معاناتهم، ذلك أن مشاكل الجامعة لا تقتصر على حقوق مهدورة لأساتذة يعلّمون من دون رواتب أو لأساتذة وموظّفين ومدرّبين تدهورت قيمة رواتبهم وفقدوا حقهم بالأمان الوظيفي، بل بحقوق الطلاب المهدورة أيضاً، والتي تبدأ بالورق المطلوب لإجراء الامتحانات ولا تنتهي عند غياب التجهيزات اللازمة لمتابعة الدراسة، أو صيانة المباني وتجهيزها. "الجامعة نبض الدولة" هو الوسم الذي أطلقه طلاب كلية العلوم في الجامعة اللبنانية ليعبّروا عن تضامنهم مع جامعتهم عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي. تحت هذا الوسم عبّر المئات عن مخاوفهم على مستقبل الجامعة التي "تلفظ أنفاسها الأخيرة". أعدّوا الأفلام القصيرة والبوسترات، وشرحوا أبرز احتياجات جامعتهم لتأمين العودة إلى التعليم الحضوري. النقل والمختبرات والتجهيزات وكرامة الأساتذة والموظفين هي المطالب التي سترتفع في ساحة الاعتصام بعد أسبوعين من توقف الأساتذة القسري عن العمل من دون أن يُعيرهم أحد في السلطة أيّ اهتمام