ينتظر اللبنانيون، والمسيحيون خصوصاً، الزيارة التاريخية التي سيقوم بها البابا بنديكتوس السادس عشر إلى لبنان في 14 الجاري. زيارة ستستمرّ ثلاثة أيام وستكون مناسبة لتوقيع الإرشاد الرسولي الخاص بمسيحيي الشرق الذي وُضع نتيجة التوصيات الصادرة عن السينودس الخاص لمجمع الأساقفة الذي عُقد في تشرين الأول من العام 2010.
يجمع الكثيرون على أهمية هذه الزيارة على أكثر من مستوى. بالنسبة إلى الدولة، تأتي الزيارة تلبية للدعوة الرسمية التي وجهها اليه لبنان بشخص رئيس الجمهورية، بحسب ما أوضح أحد أعضاء اللجنة التنفيذية المنظمة للزيارة. وسيوقع البابا، خلال هذه الزيارة، بصفته رئيساً للكنيسة الكاثوليكية الارشاد الرسولي حول الشرق الاوسط. ويرى المنظمون أن اختيار لبنان «له دلالة خاصة باعتبار أن الفاتيكان يولي اهتماماً بمساعدته على استعادة دوره الذي كان البابا يوحنا بولس الثاني قد أعطاه إياه. معتبراً التجربة اللبنانية نموذجاً يصلح لمعالجة الأزمات القائمة في المجتمعات المختلطة ليس في الشرق وحسب وإنّما في كل العالم».
من جهة ثانية، سيحمل البابا «أوجاع» المسيحيين والمؤسسات الكنسية، داعياً الى التجديد في الكنيسة، ومعوّلاً بشكل أساسي على الرهبانيات. سيحثّهم مجدداً على الانتشار في كامل الأراضي اللبنانية وترميم عدد كبير من الأديرة والكنائس والمدارس وإعادة الحياة اليها، إضافة إلى استصلاح الأراضي خصوصاً تلك المحيطة بالاديرة.
ويوضح مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو بوكسم لـ«الأخبار» أن زيارة البابا ستعطي دعماً معنوياً للمسيحيين. برأيه «ستساعدهم على التشبث بأرضهم وبالشرق والإقلاع عن الهجرة بعدما تملكتهم روح الإحباط. وكذلك الامر بالنسبة إلى استعادة دورهم في نشر السلام والمحبة مع مختلف الطوائف».
وفيما تستعد الرهبانيات المارونية والمؤسسات الكنسية جمعاء لاستقبال البابا بنديكتوس السادس عشر، أقيمت صلاة تحضيرية للزيارة في الثاني من أيلول، في 11 موقعاً روحياً على كل الأراضي اللبنانية. وتمنت اللجنة التي انتدبتها الكنيسة للاهتمام بالأمور اللوجستية إضاءة السطوح والبيوت بشموع توضع في أكياس صفراء وبيضاء رمز العلم الفاتيكاني. ويلفت مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو بوكسم إلى «تشكيل غرفة للصحافة والاعلام تضم 700 صحافي فضلاً عن حوالي 65 إعلامياً سيرافقون البابا على متن طائرته». 
من جهته، أوضح المنسق العام للقاء الشبيبة مع قداسة البابا في بكركي الأب توفيق بو هدير، أن اللقاء سيحمل عنوان «سلامي أعطيكم». وسيملأ حوالي 250000 شاب وشابة الصرح البطريركي للقاء «الأب مع أبنائه ليس للبنان فحسب، بل للشرق». وفي حين يلفت بو هدير إلى أن اللقاء سيتخلله ترانيم وشهادات حية إضافة إلى أفلام وثائقية عن البابا ولقاءات الشبيبة العالمية، يدعو الشباب إلى التواصل مع كهنة الرعايا أو مسؤولي الحركات الرسولية، محدداً الثالثة والنصف موعداً لاقفال الأبواب.



برنامج الزيارة

لن يتنقّل البابا خلال الأيام الثلاثة لزيارته، باستثناء الأحد، مستخدماً سيارته البابوية papa mobile وذلك لدواعٍ أمنية، تاركاً للدوائر الفاتيكانية تحديد المسار الجغرافي لزيارته. وقد اتفق مع الأخيرة على 4 محطات كبرى هي: توقيع الارشاد الرسولي في كاتدرائية مار بولس ــ حريصا. المحطة الثانية لقاء البابا بالشبيبة في الباحة الخارجية لبكركي يوم السبت. أما المحطة الثالثة فسيقام فيها قداس إلهي في بيروت على الواجهة البحرية، وستقام المنصة على ارتفاع 18 مترا. بالإضافة الى لقاء «عيش مشترك»، يتمثل بإقامة صلاة مشتركة بين المسيحيين والمسلمين في ساحة المتحف الوطني في بيروت.