نيويورك ــ رغم انتشارها في السنوات السابقة، إلا أن عام 2010 شهد ازدهاراً للمدوّنات الشخصية التي تُعنى بشؤون الموضة. وفيما تنفق دور الأزياء العالمية ملايين الدولارات على النجوم، وعروض الأزياء، والمتاجر الفخمة لتحديد اتجاهات الموضة للمواسم المقبلة، بإمكان أي فتاة مراهقة في حزام الفقر الأميركي أن تجلس خلف كومبيوترها وتنشر تصاميمها في موقع هواة الأزياء مثل Polyvore.com أو looklet.com أو غيرهما، واضعة تصوّرها لأزياء الموسم المقبل.كذلك، يمكن أن يجول مصوّر هاو في شوارع نيويورك، أو لندن، أو باريس ليلتقط صوراً لأشخاص يرتدون ملابس لافتة يعتقد أنها تحدّد اتجاه الموضة المقبلة لنشرها على مدوّنته، وهي المدونات المعروفة باسم «مدوّنات موضة الشارع».
وسط هذه الضوضاء، والتنافس في تحديد الموضة، تُرى لمن تكون الغلبة؟ هل تتمكّن دور الأزياء بقدراتها الضخمة، إضافة إلى محرّري مجلات الأزياء الشهيرة مثل رئيسة تحرير مجلة «فوغ» وصانعة مصمّمي الأزياء آنا وينتور، من تحديد اتجاه الموضة كما العادة، أم يجعل الإنترنت من صناعة الأزياء قطاعاً أكثر ديموقراطيةً؟
من المعروف أنّ اتجاهات الموضة تأتي من الشارع، وهنا تكمن أهمية المدوّنات بحسب رأي خبير الموضة مايكل فيشر على موقع WNYC News. لهذا، بدأ مصمّمو الأزياء إعطاء أهمية للمدوّنات والهواة ليبقوا على صلة وثيقة بنبض الشارع. على سبيل المثال، جلس مدوّنو الموضة في الصفوف الأمامية في العرض الماضي لـ«دولتشي أند غابانا» في ميلانو. وأوضح غابانا «الإنترنت هو الطريق الوحيد للوصول إلى فئة الشباب في العشرينيات من العمر». وأضاف قائلاً: «الإنترنت هو المستقبل. الشباب لا يقرأون المطبوعات بل يتابعون المدوّنات». كذلك، نشر أخيراً «غوغل» موقعه الجديد للأزياء Boutiques.com المكوَّن من مئات «البوتيكات الإنترنتّية»، حيث يستطيع كل شخص أن يتسوّق ويشتري من تصميم مصممه المفضّل، أو من المحال الشهيرة، أو من أزياء المدوّنين الشهيرين...
ورغم أنّ معظم دور الأزياء بدأت تعطي أهمية للمدوّنات، قال عميد المدرسة الجديدة لتصميم الأزياء في جامعة بارسون الشهيرة في نيويورك، سيمون كولين إن «معظم الـ«بلوغرز» لا يملكون خلفية تصميم أزياء ولا مستوى فهم للموضة، لكنّ المميز أنّ لديهم رؤية ممتازة، وهذا كلّ ما في الأمر». من جهة أخرى، عندما استحضر مؤسّسو موقع Polyvore إحدى أشهر مستخدمات الموقع والأكثر نجاحاً، لاحظوا أنه بعد دقائق من نشرها مجموعتها حظيت بعدد كبير من المعجبين. وفي خلال أسابيع استُخدمت التنورة التي استعملتها في التشكيلة وهي من تصميم فالنتينو في 1156 مجموعة، وسجّلت أكثر من 35 ألف نقرة، ما يدلّ على أهمية المواقع الإلكترونية للترويج وتحديد اتجاهات الموضة.