الرياض ــ مريم عبد اللهصغر سنّه لم يمنعه من اعتلاء الخشبة والمشاركة في الدورة السابعة من «مسابقة مسرح الدمّام للعروض القصيرة» الأخير، وانتزاع جائزة أفضل عمل مسرحي متكامل. إنّه عقل الخميس (1986)، الذي فاز بالجائزة عن مسرحيته «مجرد استفهام لا أكثر»، رغم مشاركة 14 عرضاً آخر، ومشاركة محترفين من جميع أنحاء المملكة مثل «ورشة الطائف»، و«فرقة آفان»، و«جمعية الثقافة والفنون»...
تخصّص عقل في التمريض، إلّا أنّ دعابة بسيطةً كانت بوّابته إلى الخشبة. سأله مرةً أحد الأصدقاء إن كان مستعدّاً لتمثيل دور كومبارس في مسرحيّة له. صعد عقل إلى الخشبة، وتغيّرت حياته: «لم أكن أتوقّع أنّني سأولد من جديد». هكذا، بدأت رحلته مع المسرح، وبدأ أول أعماله مع فرقة «أمواج» المسرحية بعد سنة من تأسيسها (2004)، لينفصل عنها لاحقاً ويستمرّ مع فرقة «النورس». قدّم عقل الكثير من العروض الكوميدية والتراجيدية والطقوس العاشورائية. لم يمانع في تقديم مسرحيات ذات صبغة دينية، شرط أن يصل العمل إلى العالم «حيث الله واحد مهما اختلفت الأديان».
الفنان السعودي الشاب، الذي يحضّر حالياً لعمل مسرحي يحكي تاريخ المنطقة الشرقية زمن الحرب العالمية الثانية، يرى أنّ المشهد المسرحي في السعودية تطوّر، وبات يحتضن العديد من التجارب الجادّة. ويضيف: «هناك مرض مستشرٍ اسمه التهريج بلا معنى. التهريج فنّ راقٍ ومعقّد، ويحمل الكثير من الأبعاد

حاز عقل الخميس جائزة أفضل عمل مسرحي متكامل

الإنسانيّة. كلّ فن له معنى حتى لو كان مجرد تحريك أصابع».
تنتمي مسرحيته «مجرد استفهام لا أكثر» إلى مسرح العبث، عن نص للمسرحي ياسر الحسن بعنوان «محاكمة السيد إكس»، يدور حول الصراع بين القويّ والضعيف. أعاد عقل قراءة النص بأدواته الجماليّة، ومن زاويته، وأضاف إليها رؤيته الإخراجية، فارتكزت على التعبير الحركي والموسيقى: «كنت أريد للجسد أن يتحدث أكثر» يقول.
وعن تغييب المرأة عن المسرح والفنّ في السعودية، يقول إنّ ذلك فراغ لا يمكن سدّه «مع ذلك، نحاول تعويض هذا الفراغ، وتشكيله سيكون نقطةً لمصلحة أيّ مخرج إذا عرف استخدامه بحنكة بعيداً عن السطحية. مثلاً، كانت الأنثى موجودة في «مجرد استفهام لا أكثر»، وتحديداً في مشهد الاغتصاب، الذي لم يكن اغتصاباً للأنوثة فقط، بل للرجولة أيضاً. كانت في اللون الأحمر، وفي الثورة، وفي المعرفة وفي معطف المجرم».
يتحدّث عقل الخميس عن عمله المقبل الذي سوف يشارك في «مسابقة المسرح للعروض القصيرة» في الدمّام عام 2011. ويعد عقل النساء بفرصة مشاهدة المسرحية بعد منعهنّ العام الماضي. يقول: «أنا مع حضور النساء، وقد خصّصت لهنّ عرضاً خاصاً لمسرحية «عندما يتمرد» قبل ذهابها إلى تونس».