كأنّ فوز كاثرين بيغلو (1951) بأوسكار أفضل مخرجة لم يكن إلا مصادفةً جميلة. دخلت هذه المخرجة التاريخ فجر أمس، بعدما أصبحت أول امرأة تنال جائزة أفضل إخراج بالتزامن مع الذكرى المئة لـ«يوم المرأة العالمي». بغضّ النظر عن الخطاب الاختزالي لشريطها «خزانة الألم»، تقدّمت بيغلو على زوجها السابق جايمس كاميرون، صاحب «أفاتار» الذي خرج خالي الوفاض. بعكس كلّ التوقعات، اكتفى شريط الخيال العلمي الضخم بثلاث جوائز من أصل تسع رشّح لها (أفضل مؤثرات، أفضل سينماتوغرافيا، أفضل إدارة فنيّة). كأنّ «الأكاديميّة الأميركيّة للفنون والعلوم» قررت غضّ الطرف عن إنجازات التكنولوجيا الثلاثيّة الأبعاد، والاحتفاء ولو مرّةً بالإنتاجات الأقل كلفةً؟ أم تراه خطاب«خزانة الألم» هو الذي استحق مكافأة وطنيّة، مقابل خطاب «أفاتار» الداعي إلى الحفاظ على الخصوصيات الثقافيّة في ظلّ الغزو والاستعمار؟
لم تكن هذه المفاجآت الوحيدة في الاحتفال الباهر الذي أقيم في هوليوود فجر أمس. فازت ساندرا بولوك بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «البعد الآخر» بعد يوم واحد من قيام «جوائز رازي» بتتويجها «أسوأ ممثلة» عن دورها في «كل شيء عن ستيف». قد تكون الجائزة عتبةً لدخول بولوك عالم السينما الرصينة بعد مسيرتها الطويلة في الأدوار الخفيفة. أمّا جيف بريدجز، فقد كانت ليلة «الأوسكار» ليلته. فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في «قلب مجنون» بعدما راكم الترشيحات للجائزة منذ مطلع السبعينيات. خسارة «عجمي» كانت مفاجأة بدورها، إذ حاز الفيلم الأرجنتيني «السر في عيونهم» جائزة أفضل فيلم أجنبي (فازت الارجنتين بجائزة «الأوسكار» الأولى عام 1985 عن فيلم «القصة الرسمية»). فوز مونيك بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم Precious، كان متوقعاً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى النمساوي كريستوف فالتس الذي نال جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في «السفلة
المجهولون»...