فنّانون من لبنان والعالم في «مركز بيروت للفن» و«مسرح المدينة»، تمهيداً لـ«ارتجال 2010» الذي يطفئ شمعته العاشرة الشهر المقبل
بشير صفير
تحت عنوان «مقدِّمة لـ Irtijal»، يستضيف «مركز بيروت للفن» و«مسرح المدينة» مجموعة من الفنانين اللبنانيّين والعالميّين لإحياء عددٍ من أمسيات موسيقية على مدى يومَيْن متتاليَيْن. وكما يوحي عنوانه، يمهِّد هذا الحدث للتظاهرة الموسيقية السنوية الفريدة من نوعها في لبنان والعالم العربي. ونقصد بـ«ارتجال» المهرجان الدولي للموسيقى التجريبية في لبنان الذي يطفئ هذه السنة شمعته العاشرة.
لا يزال هذا التوجّه الفنّي الراديكالي في تهميشه للنغمة المألوفة، يطرح إشكاليات لدى جزء كبير من الجمهور، ما يجعله مغامرة حقيقية للقيّمين عليه من فنانين ومنتجين. لكن رغم الأسئلة المتزايدة عن ضرورة هذا الخيار، نجح المهرجان المذكور في المثابرة على تنظيم موعدٍ سنوي من دون انقطاع، وذلك منذ عام 2000. تخطى مطلقوه جميع العقبات وتفهَّموا عقوبات شريحة من الجمهور لم تجد سبيلاً لتقبل موسيقى الضجيج، ولو أنها واقعٌ فنيٌ وجد مبرراته منذ قرنٍ وراكَمَ النظريات حوله عبر السنين. حتى إن مروحته اتسعت تدريجاً منذ عشر سنوات، حتى أضاف إلى برنامجه الأساسي، مقدِّمةً قد تصبح تقليداً سنوياً كما أكّد لنا أحد الناشطين في تنظيم «ارتجال».
هكذا دأب سفراء «الصوت الفوضوي» اللبناني على الانفتاح على التيارات العالمية المشابهة لرؤيتهم الفنية. وبات مهرجانهم عبارة عن تقرير سنويّ، يقدمون فيه ما اختبروه من لقاءات وتفاعلات مع فنانين من حول العالم، حيث يلبي هؤلاء الدعوة إلى بيروت لإغناء الحدث بتجاربهم واختباراتهم الأكثر غرابة.
مساء اليوم، تُستَهَل الـ«مقدِّمة» في مسرح المدينة مع فرقة «القدس في البال» ذات التوجه التجريبيّ، التي تضمّ الفنان الكندي من أصلٍ لبناني رضوان مومنة (بزق، غناء...) ورفيقه اللبناني من أصل أرمني هراير هراتشيا (دودوك وغناء). مومنة الذي يزور بيروت للمرة الثانية، بعد حفلته في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، هو من أبرز الأسماء في دائرة الروك البديل الحديث في كندا.
بعد «القدس في البال»، مساحة تجريبية أيضاً لفرقة Duo Evolution التي تضم الفرنسيَّيْن ريمون بوني (غيتار كهربائي) وباستيان بوني (باص كهربائي). تليها في الليلة ذاتها فرقة الروك اللبنانية Scrambled Eggs (شربل الهبر، طوني عليّة

رضوان مومنة أحد أبرز الأسماء في الروك البديل الحديث في كندا

ومالك رزق الله) التي تضمّ إليها استثنائياً الفنانين التجريبيّين مازن كرباج (ترومبت)، ستيفان ريفز (سوبرانو ساكسوفون)، فادي طبال (غيتار كهربائي) ورائد ياسين (إلكترونيات).
أما الليلة الثانية والأخيرة، فيستضيفها «مركز بيروت للفن» وتضم لقاءين. الأول مع الفنان التجريبي الياباني DJ Sniff. يستخدم الأخير الجهاز القديم لقراءة الأسطوانة، الذي بات في عصرنا آلةً موسيقيةً قائمةً بحدّ ذاتها، «يعزف» عليها من يتقن التعامل معها بالأساليب غير المألوفة.
وتُختتم السهرة، وكذلك مقدِّمة «ارتجال 2010» مع الثنائي الفرنسي Duo Evolution الذي يدعو إليه في إطلالته الثانية في الحدث، الفنانان اللبنانيان طوني عليّة (باص كهربائي) وشريف صحناوي (غيتار كهربائي). علماً بأنّ البرنامج يأتي قبل حوالى شهر من «ارتجال ـــــ 2010» الذي يحتفل بعيده العاشر بين 5 و11 نيسان (أبريل) المقبل وسيُعلن برنامجه قريباً. برنامجٌ يُتوقع أن يكون هذه السنة حافلاً بالمفاجآت و... بالاعتراضات التي تنعى الشرخ المتفاقم بينه وبين ذوق الجمهور العريض.

8:30 مساء اليوم وغد
«مسرح المدينة» (753010/01)
«مركز بيروت للفن» (397018/01)


The Play-back

يطلق الفنان التجريبيّ الياباني DJ Sniff، خلال مشاركته في «مقدِّمة لـIrtijal»، أسطوانته الجديدة The Play-back التي يتولى إصدارها «النهاية». هكذا يضيف الناشر اللبناني عملاً ثانياً إلى كتالوغه بعد ألبومٍ أوّل بعنوان «الألبوم الأخير» للفنان رائد ياسين مؤسِّس «النهاية». يضمّ «The Play-back» 12 مقطوعات موسيقية/ صوتية، خلقها الفنان DJ Sniff مستعيناً بالـTurntables، كآلة أساسيّة قام بتطويرها تقنياً بنفسه، بهدف إنجاز رؤيته الخاصة للصوت المعقَّد التي يسعى إليه. وأرفِقت الأسطوانة بشرح لمفهوم العمل، قد يسهم إيجاباً في عملية تلقّي المستمع للمادة الصوتية.