الجزائر ــ سعيد خطيبياستطاع المخرج جعفر قاسم كسر جدار الرقابة التي فرضتها «لجنة القراءة» في «التلفزيون الجزائري» على سيتكوم «جمعي فاميلي»، إذ عرض على موقع «يوتيوب» حلقة من الموسم الثاني للمسلسل الذي كان قد مُنع في شهر رمضان الماضي.
وتتناول الحلقة موضوع «اكتشاف بئر بترول»، عدّتها «لجنة القراءة» في التلفزيون إساءةً للجزائر وللسعودية في آن معاً. وتضيء الحلقة في 25 دقيقة على اكتشاف بئر بترول في صالون المنزل العائلي، فيختلف أعضاء العائلة على طريقة استغلال هذا النفط. وفي النهاية، يتّفق الجميع على عرض المنزل للبيع في المزاد العلني، بهدف تحسين ظروفهم المعيشية. هنا، يحضر رجال أعمال وأثرياء من الولايات المتحدة، وأوروبا، والصين والخليج العربي، ليرسو المزاد في نهاية المطاف على رجل أعمال سعودي. ويقترح هذا الأخير مبلغ سبعة ملايين دولار لشراء المنزل. ويصوّر المخرج هذا السعودي على هيئة رجل ثري جداً يبحث عن طريقة للسيطرة على الموارد الطبيعية في الجزائر.
ضمن قالب هزلي، تنتقد الحلقة بعض مظاهر فساد النظام السياسي في الجزائر. هذا النظام الذي يرى المخرج أنّه لا يتردّد في عرض «خيرات البلاد» للبيع للأجانب، بينما يقبع السواد الأعظم من الشعب في دائرة الفقر والعوز.
لكن المفاجأة تظهر في نهاية الحلقة، إذ يتبيّن أن المادة المكتشفة ليست بترولاً، ليخرج صوت ابنة جمعي الصغيرة وسام وهي تقول «دار الجدود (الأجداد) لا تباع و لا تشرى». وهي عبارة أثارت حفيظة التلفزيون الذي خشي تأويلها من قبل المشاهدين وفق رؤية سياسية. والغريب في الأمر أن «التلفزيون الجزائري» تسامح في رمضان الماضي مع «جمعي فاميلي»، وخصوصاً لدى طرح مواضيع تهزأ بموضوعَي «الثورة التحريرية» و«اللغة العربية»، ليبادر إلى قصّ حلقة تتعرض لقضية تتعلق باكتشاف بئر بترول.
يذكر أن النسخة الثانية من الـ«سيتكوم» نفسه لم تتعرض لمقص الرقيب مرة واحدة فقط، بل مرتين: إلى جانب حلقة «بئر البترول»، منعت أيضاً «لجنة القراءة» عرض حلقة تتناول قضية الهجرة غير الشرعية. وحتى الساعة، لم يكشف عن محتوى الحلقة، فهل نشاهدها قريباً على «يوتيوب»؟
وكما بات معلوماً، ليست هذه المرة الأولى التي تتعرّض فيها الدراما الجزائرية للرقابة. ومن أبرز ردود الفعل على هذا التدخّل في الأعمال الفنية، اختار المخرج والمنتج لمين مرباح مقاطعة «التلفزيون الجزائري» نهائياً، وخصوصاً بعد «المجزرة الرقابية» التي حصلت في حق مسلسله «دارنا القديمة».


المسلسل صار فيلماً