زينب مرعيمن مختبره ستخرج الأعمال. بعضها غير مكتمل، موزّع على صالة العرض، والبعض الآخر وصل إلى النهاية، فاستحق أن يدخل صالة العرض السينمائيّة الصغيرة. لكن أبواب مختبر المصوّر، والرسّام وفنان التحريك الشاب غسان حلواني (1979)، مشرّعة على الشارع وحياة المدينة اليوميّة ـــــ مصدر وحيه الرئيس ـــــ كما على فضاءات الخيال التي يغذّيها تأثرّه بالقصص المصوّرة. من هذه القصص، استقى حلواني عنوان تجهيزه Barbarella… où vas- tu? الذي يقدّمه في «المركز الثقافي الفرنسي» ضمن تظاهرة «نقطة ـــــ خط ـــــ فقاعة». هنا، لن ترى باربريلاّ، الشخصيّة الخيالية المعروفة التي رسمها الفرنسي جان كلود فوريست عام 1962، واستوحاها من بريجيت باردو لتكون رمزاً للمرأة العصرية والتحرّر الجنسي. حلواني يرى أن صلة الوصل بين تجهيزه وباربريلاّ تكمن في لوحة المرأة «المستقبليّة» التي جاءت بعنوان Camera Lady وهي أجدد أعماله المعروضة وما زالت قيد التطوير. لكنها أيضاً تفتح المجال أمام المتلقّي للتساؤل عن المكان الذي سيأخذنا إليه أو الذي سيذهب إليه لاحقاً حلواني نفسه، بين كل هذه الأعمال التجريبيّة التي يعرضها، تماماً كما شخصية باربريلاّ

القلق من عشوائيّة البناء في بيروت وشبح الحرب يخيّمان على عمليه Jibraltar و«تخبط»

الكثيرة التنقّل بين الكواكب. يريدك حلواني أن تبدأ زيارة المعرض من الوسط، أي من مجسّم لمختبر يعرض فيه رسوماً بقلم الرصاص على أوراق عاديّة، تتعرف من بينها على بعض الرسوم التي دخلت لاحقاً فيلمي التحريك المنجزين لحلواني، Jibraltar (2005) و«تخبّط» (2009) الذي عرضه في مهرجان «بيروت متحرّكة».بأسلوب يمزج بين الواقع والخيال، يعبّر حلواني عن قلقه من عشوائيّة البناء الذي اجتاح كلّ بيروت في Jibraltar و«تخبّط» وعن فكرة التخلّي التي ما زال يجرجرها معه من الحرب الأهليّة، كما بعض العنف المبطّن. هكذا، فشخوصه في Jibraltar أو camera lady عازمون على الرحيل. يحملون معهم ما تيسّر من أغراض ويتخلّون عن ماضيهم المحمّل بالانتماءات الحزبيّة والتصنيفات الاجتماعيّة. هكذا، يتجهون نحو الحريّة المطلقة، ليس من دون خوف لكن من دون حنين... يتجهون إلى فقدان الهوية والاختفاء شيئاً فشيئاً. هي قصّة الالتفاتة الأخيرة قبل الرحيل، يخبرنا إياها حلواني.


حتى 22 كانون الأول (ديسمبر) ـــــ المركز الثقافي الفرنسي (طريق الشام ــــ بيروت) ـ