بيسان طيكان الموعد في أيار (مايو) 2008. يومها، جاءت فرقة صينية إلى بيروت لتقدّم عروضاً من «أوبرا بكين» على خشبة «مونو»، إلا أنّ الازمة السياسية في لبنان لم تسمح بذلك. وها هو «مسرح مونو» يستضيف مجدداً فرقة معهد الفنون الدرامية في جامعة شنيانغ لتقدّم ثلاثة عروض من «أوبرا بكين» ابتداءً من اليوم بالتعاون مع «معهد كونفوشيوس» في الجامعة اليسوعية. تستمد «أوبرا بكين» جذورها من النشأة الأولى للمسرح الصيني الذي ولد في القرن الثاني كمزيج بين المسرح الغنائي وألعاب المهرّجين. وعرفت «أوبرا بكين» انتشارها الأول في العاصمة الصينية أواخر القرن الثامن عشر مع وصول فرقة «هويبان» إليها من جنوب البلاد. وفي القرن التاسع عشر، تبلورت عروضها وعرفت نضوجاً كبيراً. وهنا، لا بد من الإشارة إلى أن مدرسة كزيليانشغ أدّت ـــــ حتى عام 1945 ـــــ دوراً رئيساً في تحديد تطوّر تلك المؤسسة الفنيّة.
يقوم العرض على التناغم بين الحركة والأداء والغناء ويرتكز أساساً على الأسلبة
أسهم تردّي الأحوال الاقتصاديّة في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، وعجز الأثرياء عن مواصلة تمويل الفرق المسرحية، بانتشار مساحات للعروض العامة، ما أدّى إلى زيادة الفرق التي تقدم «أوبرا بكين»، وهي تتجاوز حالياً 400 فرقة.
ريبرتوار «أوبرا بكين» يضم نحو 1300 قصة، تُقسم إلى سبع فئات: الولاء والواجب، التعاليم الأخلاقية، الوقائع التاريخية، قصائد القصر، غراميات، قضايا قانونية، أساطير عن الخالدين.
يتألف العرض عادةً من أربعة فصول، تمتزج فيها الحوارات والغناء والشعر والرقص والإيماء وفنون القتال، المستقاة من تقاليد صينية مختلفة، وألحان غنائيات منوعة. وتعكس مبادئ «أوبرا بكين» وقواعده الاعتبارات الكونفوشيوسية في السلوك والأخلاق. تقوم العروض على التناغم بين الحركة والأداء الكلامي والغناء. والأسلبة هي لغة هذا المسرح الفنية. ولا تنحصر الأسلبة بأداء الممثلين، بل تنسحب على جوانب متعددة من العرض كالديكور والماكياج مثلاً. ويمكن القول إنّ كل عنصر من العناصر المشهديّة يحمل معنى محدداً. في العروض التي يستضيفها «مونو»، سيتابع الجمهور خمس قصص هي: «عند مفترق الطرق» و«بطلات العائلة يانغ» و«نشر الورود» و«معركة تحت الماء» و«التقاط سوار».


8:30 مساء اليوم حتى 19 كانون الأول (ديسمبر) ــــ «مسرح مونو» (الأشرفية) ــــ للاستعلام: 01/202422