ليال حدادموسوعة «ويكيبيديا» في خطر، ومؤسسها جيمي ويلز يناشد جميع زوار الموقع التبرّع بمبلغ مالي، لإنقاذ الموقع الشهير. «نحن بحاجة إلى حماية الفضاء الذي يدور هذا العمل المهم في مداره. نحن بحاجة إلى حماية «ويكيبيديا». نريد أن نبقيها مجانية وخالية من الإعلانات. نريد أن تبقى مفتوحة، لتمكنك من استخدام معلومات ويكيبيديا بالطريقة التي تريدها...» يقول ويلز في رسالته الموجّهة إلى متصفّحي الموسوعة.
هكذا يبدو أنّ مؤسسة «ويكيميديا» التي ترعى «ويكيبيديا» قد تأثّرت أيضاً بالأزمة المالية، وخصوصاً أنها تتفادى نشر أي إعلانات على موقع الموسوعة. وبالفعل بدأت التبرعات تنهال على الموقع لكن بمبالغ صغيرة.
وكانت الموسوعة الشهيرة قد زادت عدد المقالات المنشورة فيها في الفترة الأخيرة، وأصبح في إمكان أي شخص نشر المعلومات التي يريدها، بغية جذب عدد أكبر من القراء، ففقدت مصداقيتها في كثير من الأحيان، وخصوصاً مع نشر مقالات تنطوي على معلومات غير صحيحة وغير دقيقة.
وفي إطار عملية التوسّع هذه، سمحت بإنشاء صفحات ووضع معلومات بلهجات محلية، مثل اللهجة المصرية! وأصبح بإمكان أي شخص أن يبحث عن أي معلومة باللهجة المصرية المحكية. مثلاً، في المقالة المخصصة للتعريف بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر يرد ما يلي «جمال عبد الناصر حسين سلطان (إسكندرية، 15 يناير 1918 ــــ القاهرة، 28 سبتمبر 1970) رئيس مصر بين 1953 ــــ 1970، إتولد ونشأ في إسكندريه من عيله من بني مر ــــ أسيوط». ولمن يظنّ أن الصراع المصري ــــ الجزائري يقف عند حدود كرة القدم والسياسة، فهو مخطئ. إذ لم يتأخّر الجزائريون في وضع مقالات بلهجتهم على «ويكيبيديا». وقد برّر أصحاب هذه الفكرة، الخطوة التي أقدموا عليها، بالقول إن المصريين يضعون مقالات بلهجتهم، كما أنّ «اللهجة الجزائرية «الدارجة» تختلف عن اللغة العربية». كذلك ظهر أخيراً على الموقع اقتراح، بإنشاء صفحات باللهجة المغربية العامية!
وقد أدّت هذه الظاهرة إلى هلع بعض محرّري المقالات العربية في الموسوعة، إذ رأوا في هذه الخطوة انتقاصاً من قيمة اللغة العربية الرسمية المعتمدة في كلّ الدول، وإنذاراً لكارثة مقبلة على العرب قد تؤدّي إلى «انقراض اللغة العربية».
هذه الظاهرة بدأت تنتشر إذاً بالتزامن مع استعمال كل شعب عربي لهجته المحلية في مختلف وسائل التواصل على الإنترنت مثل msn و«فايسبوك» وحتى في وضع التعليقات على«يوتيوب». هل تصبح حال اللغة العربية من حال العالم العربي؟ أم أن اعتماد اللهجات المحلية يسهم في التعريف على الثقافات العربية المختلفة؟ يبقى الجواب رهن نجاح هذه التجربة.