بشير صفيرصدر الألبوم الثالث لأوليفيا رويز (1980) وحمل عنوان Miss Météores. يمكن بعده أن نقسّم مسيرة المغنية الفرنسيّة الشابّة إلى مرحلتين. في بداية تجربتها، ساد التوجه التجاري، منذ مشاركتها في «ستار أكاديمي» عام 2001. لم تفُز يومها في المسابقة الفرنسية التجارية الشهيرة، لكنَّ ذلك لم يثنها عن المضي قدماً في مسيرة فنية متمايزة عن الموجة التي تضم زملاءها من نجوم الأكاديمية. الأسطوانة الأولى J’aime pas l’amour عام 2003، حملت بعض الرواسب التجارية، ليتضح لاحقاً أنها لم تكن إلا مرحلة انتقاليّة. هكذا بلغت رويز عام 2005 الموقع المرجو، مع صدور ألبومها الثاني La Femme Chocolat الذي تعاونت فيه مع رموز تيار الأغنية الفرنسية الشعبية المعاصرة غير التجارية. حقق العمل لصاحبته شهرة كبيرة وتكريساً فرنسياً وعالمياً، إذ باع أكثر من مليون نسخة حول العالم. لكن، مع الأسف، بات واضحاً تأثير الشهرة السلبي على الفن، إذ تراجع



مقطع من "elle panique"









مستوى الألبوم الثالث الذي صدر أخيراً. فالعمل لم يقدِّم جديداً مقارنة بالعمل السابق، لا بل أتى المضمون العام أقل بريقاً وفرادة، على الرغم من وجود بعض اللحظات الموفقة.
حوى الألبوم ثلاث عشرة أغنية، إضافة إلى «محطة مخفية» (أو ما يُعرف بلغة التسجيلات بـ hidden track) متصلة بالأغنية الأخيرة. وكما في السابق، شارك العديد من الفنانين الفرنسيين في صناعة هذا العمل، أبرزهم ماتياس مالزيو، صديق أوليفيا، وعضو فرقة Dionysos الفرنسية. هذه الشراكة تعمل في الاتجاهين، إذ سبق أن أضافت أوليفيا صوتها اللعوب على أعمال العديد من الفنانين المنتمين إلى النمط الغنائي ذاته.

Miss Météores أقل بريقاً وفرادة من عملها السابق

تعتمد أوليفيا في أغانيها اللغة الفرنسية أساساً، لكنها تغني أيضاً بالإنكليزية، ولا تنسى المحطة الإسبانية الثابتة تحية لأصلها الثاني (جدّتها إسبانية). أما المواضيع فتتمحور حول علاقتها الخاصة بعائلتها وذكريات الطفولة، وهموم المراهقة والغزل «الحديث» وقضايا المجتمع الفرنسي.
موسيقياً، نجد في ألبومي رويز الأخيرين سمة باتت قاعدة عامة في الأغنية الفرنسية المعاصرة: تعويلٌ على النفس الشعبي الفرنسي (فولك)، واجترارٌ، إن صحّ التعبير، للروك الكلاسيكي (وحتى التجريبي) أو البديل. هذا إضافةً إلى إقحام العديد من الآلات الموسيقية القليلة الاستعمال (أوكوليلي، سيمبالوم، بانجو،...)، التي تلوِّن الأغنية وتعطي صورة صوتية غير مستهلكة أحياناً، لكنها تلامس الحشو غير المجدي أحياناً أخرى.
لا شيء يستحق التحية في جديد أوليفيا رويز. وتبقى أغنية Non-Dits التي تعاونت فيها سابقاً مع عضو فرقة Les Têtes Raides، كريستان أوليفيه، أفضل ما أنتجت لغاية الآن.