من أين بثّت قناة المقاومة خلال عدوان تموز 2006 ؟ هذا السؤال يجيب عليه شريط مصطفى نور الدين الذي يُعرض قريباً في ذكرى الإنتصار
باسم الحكيم
من أين بثّت قناة «المنار» خلال عدوان تموز 2006؟ كيف تمكّنت من استكمال بثها، بعد استهداف مبناها في منطقة حارة حريك، ومن دون توقف؟ كيف جرى التواصل بين فريق العمل داخل المحطة وخارجها، رغم كل الظروف والضغوط؟ ما الجديد الذي سيقوله الشريط الوثائقي عن يوميات «المنار» في مرحلة العدوان؟ وهل سترفع السريّة عن مقارّ البث المجهولة التي استخدمتها المحطة، وسيتاح الكشف عنها في الذكرى الثالثة؟
هذه الأسئلة طرحت مراراً على المدير العام لقناة المقاومة والتحرير عبد الله قصير، فاكتفى بإجابات عامة وغير واضحة لضرورات أمنية. غير أن الفيلم الوثائقي الخاص «وتبقى مناراً» الذي أعدّه مصطفى نور الدين وأخرجه في 20 دقيقة تقريباً، سيجيب عن بعض من هذه الأسئلة. هكذا، بعد سلسلة من البرامج الوثائقيّة والحوارات السياسيّة التي كان محورها العدوان، بعضها أعطى صورة عن كيفيّة إعادة إعمار الضاحية بعد ثلاث سنوات، وأخرى عن كيفيّة إدارة المقاومة للحرب، وثالثة عن صناعة الصورة مع المصورين الذين واكبوا العدوان وسواها، حان الوقت لتكشف المحطة عن كيفيّة أدائها وعملها في تلك الفترة، وخصوصاً أن القناة التي ترفع شعار «شعلة لا تنطفئ»، تهتم بإبقاء الذكرى في ذهن المشاهد العربي والإسرائيلي بما يتناسب مع انعكاساته على الشارعين العربي والإسرائيلي، «لإعطاء جرعة من المعرفة عن خفايا هذه الحرب العسكريّة والسياسيّة، والأبعاد والأسباب والخلفيات والنتائج» على حد تعبير قصير.
قبل أن يشرح مدير العلاقات العامة إبراهيم فرحات مضمون الشريط الذي أشرف على إعداده، يسألك عمّا إذا كنت ترى العنوان لافتاً؟ يقول: «أردنا تسميته بدايةً «وتبقى منارة» أي إشعاعاً ونوراً، ثم وجدنا اسم «وتبقى مناراً» يجمع النور والقيمة التي تمثّلها المحطة». ويوضح أن الجمهور سيتابع مشاهد عن الحرب، تبث لأوّل مرّة، وستضيء على «كيفيّة عمل الشباب والاستديوهات، في مقاطع قصيرة». لكن هل سيجيب الوثائقي عن سؤال راود الصحافيين والناس العاديين وهو «من أين كانت تبث قناة المنار؟». هنا، يشدّد فرحات على أن «هذا هو السؤال المركزي عند كل الصحافيين، ولم نجب عنه مطلقاً أثناء العدوان وبعده، لكن لم يعد سراً أننا كنا قد بقينا في قلب الضاحية الجنوبيّة لبيروت، ولم نغادر العاصمة وننتقل إلى سوريا كما اعتقد البعض، ولم نستعن بأجهزة إرسال خاصة بمحطة صديقة». إذاً، يكتفي فرحات بالقول إننا «كنا نبثّ من الضاحية ولا يحدّد أكثر». كما يرصد الشريط، كيفيّة خروج بعض الموظفين من قناة «المنار»، حيث خرج ما يقارب فريقاً من 15 شخصاً سالمين من المبنى بعد تدميره بالكامل. وعن تأجيل عرض الفيلم من 14 آب (أغسطس) إلى وقت لاحق خلال هذا الأسبوع.، يؤكد فرحات «أننا أردنا إعطاءه حقّه لجهة الترويج له، لأن مشاهد «المنار»، سيكون مهتماً بمتابعة هذا النوع من الوثائقيات». ويتوقف العمل عند أداء «المنار» في مرحلة العدوان ولماذا استهدفتها إسرائيل وأرادت تدميرها بهدف إسكاتها. وستتضمّن الحلقة شهادات من ثلاثة مسؤولين في «المنار»، هم مديرها العام عبد الله قصير، مدير العلاقات العامة إبراهيم فرحات، ومدير الأخبار والبرامج السياسيّة محمد عفيف.
من جهته، يكشف معد الشريط ومخرجه مصطفى نور الدين، أن العمل يظهر السراديب والثغور التي كان يستخدمها العاملون في المحطة، بعد استهداف المبنى الأساسي. يذكّر بأن «أرشيف القناة احترق خلال العدوان، لذا استعنا بمشاهد صوّرها الزملاء بكاميرات عاديّة، ويظهر فيها الزملاء في المحطة يعملون في ظل ظروف صعبة، إذ لم تكن مواقع البث معدّة جيّداًَ، فكان يُستعان بالمراوح وتوضع أجهزة التلفزة على الكراسي». ويضيف نور الدين أننا سنرى في «مشهد، كيف كادت الكاميرا تسقط من يد أحد المصورين، عند سقوط قذيفة على مقربة منه». وعن مدة إعداد الشريط، يقول: «جمعنا المشاهد من الزملاء قبل الذكرى الأولى للعدوان، لكن كان عند الإدارة تحفّظ على تقديم فيلم يظهر كيف كانوا يبثون في تلك المرحلة من مواقع سريّة، غير أن مدير العلاقات العامة إبراهيم فرحات، رأى أن الوقت قد حان لتقديمه الآن».