قنوات النيل NTN كانت أوّل مَن أطلقت مسلسلاتها في شهر الصوم، فربحت الرهان بعدما وقعت باقي الفضائيات في حالة إرباك واضحة. لكن ماذا عن السنة المقبلة؟ هل سيعود الاحتكار والعروض الحصريّة مجدداً؟
باسم الحكيم
«الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك»، هذا هو الشعار الأنسب لسباق المسلسلات على الفضائيات في الموسم الدرامي الحالي. هكذا، لا يختلف رمضان الحالي عن الأعوام الماضية كثيراً. الشاشات اللبنانيّة والفضائيات العربيّة ما زالت تحشد أفضل ما عندها لتخوض منافسة شرسة مع زميلاتها، وظلّت تتكتم عن مواعيد مسلسلاتها وبرامجها حتى اللحظة الأخيرة. غير أنّ أولى مفاجآت هذا العام، فجّرتها قنوات النيل NTN (دراما، لايف، كوميدي وسينما) في ليلة الرؤية، حين أطلقت مسلسلاتها عند منتصف الليل بتوقيت القاهرة (الواحدة فجراً بتوقيت بيروت والسعوديّة)، معتبرة أن مَن زرع قبل غيره، حصد أكثر. وفي صباح أول أيّام رمضان، بدت قنوات «art حكايات» الثلاث مرتبكة وعاجزة عن مجاراة القنوات الفضائيّة المفتوحة. إذ لم تبدأ مسلسلاتها عند منتصف النهار كعادتها سنوياً، بل أجّلتها حتى فترة بعد الظهر والمساء، ولم تعد مشاهدة قناة «س» للمسلسلات من شبكة «أوربت» مغرية بعدما سبقتها NTN إلى عرض كل المسلسلات قبل السحور وبعده، باستثناء الأعمال الثلاثة التي أنتجتها الشبكة بنفسها في سوريا. بينما اختارت قنوات النيل مثلاً أكثر من 20 مسلسلاً وسيتكوم بينها: «ابن الأرندلي» مع يحيى الفخراني، «ما تخافوش» مع نور الشريف، «حكايات وبنعيشها» مع ليلى علوي، «أفراح إبليس» مع جمال سليمان وعبلة كامل، «حرب الجواسيس» مع منّة شلبي، «كلام نسوان» مع لوسي ونادين الراسي، «صدق وعده» مع خالد النبوي ورغده وأيمن زيدان... هذه الأعمال تتقاسم عرضها مع الفضائيات المفتوحة والمشفرة، المتخصصة منها والمنوّعة، باستثناء «خاص جداً» ليسرا الذي اشتُرط عرضه على القنوات المشفّرة قبل عرضه على القنوات المفتوحة. ما دفع «نايل دراما» إلى عرضه في الواحدة ظهراً. كما سبقت «دريم 2» قناة «س» إلى عرض الحلقة الجديدة من «حكايات وبنعيشها».

استطاعت قناة «شام» فرض مكانتها عبر عرض 12 مسلسلاً
إذاً، بعد ساعات قليلة من حلول الشهر، اتخذ القرار داخل شبكة راديو وتلفزيون العرب art، بأن يبدأ عرض المسلسلات على «حكايات» و«حكايات كمان» و«حكايات زمان»، في الثالثة من فجر ثاني أيّام رمضان. وبهذا، استطاعت أن تتقاسم العروض الأولى لمسلسلات رمضان مع «قنوات النيل»، وتنفرد بعرض الأعمال الخليجيّة «أم البنات» و«سوق واقف» و«دمعة يتيم»، وكذلك «هدوء نسبي» و«زمن العار» بينما سبقتها قناة الجماهيريّة الليبيّة الثانية إلى عرض حلقات «سحابة صيف» بساعات قليلة، بخلاف ما يحدث مع «ما تخافوش» الذي تعرضه المحطة بعد بقيّة القنوات.
ورغم أن قنوات النيل احتكرت حصة الأسد من العروض الأولى، استطاعت قنوات «الحياة» و«الحياة 2» و«الحياة مسلسلات» أن تفوز بمجموعة مسلسلات لا تعرض على قنوات النيل المنافسة منها: «ليالي» مع زينة وعمّار شلق، «وكالة عطيّة» مع حسين فهمي، «آخر أيّام الحب» مع سلاف فواخرجي، «اسماعيل ياسين» مع أشرف عبد الباقي، «عبودة ماركة مسجّلة» مع سامح حسين وهالة فاخر، و«الأدهم» مع أحمد عز وسيرين عبد النور (يعرض قبل ذلك على art و«القاهرة والناس»)، بينما تمكنت من عرض بقيّة الأعمال عرضاً ثانياً أبرزها: «البوابة الثانية» مع نبيلة عبيد وكارمن لبس وفادي إبراهيم، «المصراويّة 2» مع ممدوح عبد العليم وميس حمدان، «الباطنيّة» مع صلاح السعدني وغادة عبد الرازق ولوسي، «عصابة بابا وماما» مع هاني رمزي ونيكول سابا.
في هذا الوقت، استطاعت قناة «شام» إثبات موقع متقدّم لها بين الفضائيات عبر عرض 12 مسلسلاً جمعت فيها نور الشريف ويحيى الفخراني ونبيلة عبيد وتيم حسن وبسام كوسا، إضافة إلى انفرادها بعرض سيتكوم «إذاعة فيتامين». أما أهم الفضائيات العربيّة التي فاخرت بجمع أبرز الأعمال الدراميّة على شاشتها بينها «دبي» وmbc و«أبو ظبي الأولى» وLBC الفضائيّة، فلم ينفع رهانها على المسلسلات المصريّة بل على المسلسلات الحصريّة فقط. وهنا نتحدث طبعاً عن المسلسلات الخليجيّة والبدويّة والتاريخيّة والسوريّة لأن في مصر «ما فيش حاجة حصري» (وهو الشعار التي رفعته قنوات النيل NTN). قناة «دبي» تحتكر عرض مسلسلين هما: «جمر الغضا» مع لاميتا فرنجيّة ومنذر رياحنة و«بلقيس» مع صبا مبارك وغسّان مسعود، وتراهن mbc على «باب الحارة 4» بعدما برمجت mbc + عرضه بعد نصف ساعة من بدء عرضه الأوّل على mbc. أما «أبو ظبي الأولى»، فكان رهانها على «الرحايا» التي تقاسمت عرضه مع «بانوراما دراما» وحدها. وإذا كان الرهان هذا العام على فارق التوقيت، فالفضائيات ستتحسب لهذا الأمر في الموسم المقبل، فهل سيعود الاحتكار والعروض الحصريّة مجدداً؟ أم أن الحل سيكون بدخول كل القنوات في نظام المشاركة في الإنتاج على غرار «أوربت»؟


فتّش عن الإعلانات

الإعلان هو الهدف الأول والأهم للفضائيات، وخصوصاً في الموسم الرمضاني الذي تعد ميزانيته الأضخم بين كل أشهر السنة. ومن أجل الإعلان، صار وقت الذورة عند قنوات النيل NTN، عند الواحدة صباحاً مروراً بالسحور وصولاً إلى الفترة الصباحيّة، عندما تبدأ المحطات الثلاث بإعادة مسلسلاتها وبرامجها. ومن أجل الإعلان أيضاً، باتت فترة العرض الأولى للمسلسلات على قنوات «الحياة» تبدأ عند الساعة 11 قبل الظهر، فتتجاوز مدة المحطة الإعلانيّة أحياناً الخمس دقائق. وفيما يغيب الإعلان عن بعض المحطات طيلة أيّام السنة، يرتفع منسوبها في رمضان.