موسيقى الروك هي النمط الذي احتل المرتبة الأولى في المهرجانات اللبنانية هذا الصيف، وذلك لجهة العراقة والقيمتَيْن الفنية والمعنوية. وبالتالي، فجمهور هذه الموسيقى في لبنان كان الأكثر حظاً. إذ لا نجد في برامج المهرجانات الثلاثة الكبرى (بيبلوس، بعلبك، بيت الدين) وضمن الأنماط الموسيقية الأخرى (خاصة الجاز والموسيقى الكلاسيكية) فناناً يضاهي ضمن فئته أهمية فرقتيْ «جيثرو تال» ضيفة «بيبلوس» و«ديب بربل» ضيفة «بعلبك».
مساء غدٍ موعدنا مع «جيثرو تال» ضمن برنامج مهرجانات «بيبلوس». فرقة الروك البريطانية هي من أعرق الأسماء في هذا المجال، ويعود تأسيسها إلى النصف الثاني من الستينيات. يُنسَب توجهها العام إلى الروك، إلا أنها تتميَّز موسيقياً عن شقيقاتها بقيَمٍ مضافة تُخرج القالب الموسيقي لأعمالها من الرتابة النسبية لهذا النمط عموماً. الفرقة بدأت مشوارها من موسيقى البلوز، المصدر الذي انطلقت منه فرق وأسماء عدة في عالم الروك وفروعه. ثم انخرطت في الموجة التي كانت ولِدت حديثاً آنذاك: الروك التطوري (Progressive Rock). لكن ذلك لم يهمّش نهائياً البلوز

أعمال تتميز بالغنى الموسيقي والتعقيد اللحني
في أعمال الفرقة لاحقاً. ضمن قالب الروك التطوري، تميزت أغنيات «جيثرو تال» بالغنى الموسيقى واللحني والتعقيد على مستوى الشكل والمسار العام. الأغنية عند الفرقة يجب أن تحوي تغيّرات في الإيقاع واللحن والجو والمضمون الموسيقي الذي يميّزه ـــــ كما هو معروف ـــــ عنصرٌ خاص بالفرقة هو الجمل الجميلة، المرتجَلة أحياناً، لآلة الفلوت التي يتولاها عضو مؤسس في الفرقة هو إيان أندرسون. وفي هذا السياق، نجد في أغنيات الفرقة العريقة تأثرات متعددة المصادر، تصل إلى الموسيقى السلتية والكلاسيكية والجاز...
للفرقة العديد من الأعمال الغنائية التي باتت من كلاسيكيات الروك عموماً. ويبقى أهمها ألبومٌ من البدايات بعنوان Aqualung (1971) الذي أعطى «جيثرو تال» جرعة شهرة كبيرة في ذلك الحين، وما زال أكثر الأعمال مبيعاً إلى اليوم. بعده بسنة واحدة، ستصدر الفرقة أحد أهم ألبوماتها Thick as a Brick، وبعده توالت الإصدارات، وتبدلت تركيبة الفرقة، فتركها أعضاء وانضم إليها آخرون وضعوا لمساتهم الخاصة على التسجيلات التي قاموا بها.
ما زالت «جيثرو تال» تحافظ على شعبية عالية في أوساط شباب اليوم والأجيال السابقة التي رافقتها منذ البداية بطبيعة الحال. وحضورها إلى «مهرجانات بيبلوس» هو بمثابة حلم موسيقي يحققه مَن تعرَّف حديثاً إليها، ومَن ما زال يحتفظ بالأسطوانات الأصلية القديمة وظن أنها أصبحت للذكرى فقط.


8:30 مساء غد الأحد ــــ «مهرجانات بيبلوس» ـــــ للاستعلام: 01/999666
www.byblosfestival.org