الإعلامي اللبناني الذي راهن على الإستقلالية والفرادة

اكتشفه سيمون أسمر منتصف الثمانينيات في «لقطة عالهوا».
بدأ مسيرته مع «افتح يا سمسم» وسطع نجمه في «الشاطر يحكي» وتوالت مشاويره.. الإعلامي المشاكس يطلّ اليوم من على منبر MTV مقدّماً «مسا الحريّة» ومراهناً على حياديته

باسم الحكيم
بين LBC وMtv و«المشرق» و«أبو ظبي» و«الحرّة»، أمضى زياد نجيم رحلة إعلاميّة أوشكت على الاحتفال بيوبيلها الفضي، تخللتها أشهرٌ طويلة من الاستراحات الطوعية والقسريّة أحياناً. رغم كل شيء، لم يتعب من المضي عكس السير، ويؤكّد أنّه لم يكن يوماً مرآةً ولا بوقاً لأيّ من المحطات التي أطلّ عبرها، «خطّي لبناني أولاً، وليس لديّ خط سياسي ولا ألتزم بأي حزب. ومع ذلك لم أرفض يوماً العمل مع أحد». ثم يذكّرك بـ«حاءاته» الست التي تمثّل قاموس زياد نجيم. «حريّة، حق، حقيقة، حنان، حزن وحبّ». هنا، لا بأس من اقتراح بأن ينشئ حزباً هو رئيسه، فيلبّي طموحاته. يسارع إلى التأكيد أنّ «كل حزبيّ مجبر على الالتزام بالقسم والعقيدة، وأنا لدي استقلاليتي التي تمنعني من الانخراط حتى في حزب أنا مؤسسه، لأنني متزوج من الحريّة». مع ذلك، ها هو يطلّ عبر شاشة Mtv في «مسا الحريّة»، فهل استطاعت المحطة أن تستوعب زياد نجيم؟ تبدو الإجابة أكثر من إيجابيّة «أشتغل معهم من دون عقد. هناك ثقة متبادلة بيني وبين ميشال غبريال المر (رئيس مجلس إدارة المحطة)، وهو فتح لي أبوابه عندما أقفلتها LBC». يقول: «15 سنة في LBC لم ألتق بيار الضاهر خارج مكتبه بعيداً من الرسميات والشكليات، خلافاً لميشال المر الذي تجمعني به صداقة وطيدة، وخليل الخازن المسؤول عن البرامج السياسيّة في Mtv». ويضيف: «أعرف كيف أدير حلقة من دون أن أؤذي سياسة الشركة ومن دون أن أكون ملتزماً بخطّها السياسي أيضاً، فأعطي الفرصة لكل الأحزاب بأن تعبّر عن آرائها، شرط ألّا تتجاوز مصلحة لبنان». يجد زياد نجيم نفسه مجبراً دوماً على تبرير مواقفه، والتذكير بأنّه «حيادي»: «مَن يعتقد بأنّي لست كذلك، يعني ذلك أنّه لا يتابعني أو أنّه جاهل وحاقد صغير... ثمة مَن يرى أنني أنتمي إلى خط 14 آذار، والبعض الآخر يعتقد بأنني أقرب إلى التيّار الوطني الحر، بينما أنا على مسافة واحدة من الاثنين». يؤكد أنّه «مرتاح في Mtv، رغم أن أموراً كثيرة لا يوافقون عليها، لكنّهم يحترمون رؤيتي لكونهم يعرفون أنني لا أقبض من أحد، وأنني ضمانة لصدقيّة البرنامج». يبدو زياد راضياً عن فريق عمل «مسا الحريّة»، أيمن جزيني (الإعداد) «الذي يحترم قناعاتي» وريتا منصور (مشاركة في الإعداد). ويبرّر غياب «حزب الله» عن طاولة «مسا الحرية» برفض الحزب الظهور في البرنامج. قناعاته المتمسّك بها أوصلته إلى القضاء مراراً. «اتهمنا بالمساس برئيس الجمهوريّة وبدولة شقيقة هي سوريا، وخربطة النظام عام 2002. هذه التهم كانت كفيلة بأن تدخلني السجن. وقد تطوّع الرئيس السابق للمحكمة منيف حمدان للدفاع عني، ولم أجد من يقف إلى جانبي يومها سوى ميشال غبريال المر. استجوبني القاضي حاتم ماضي الذي تعامل معي بكل حضارة ورقي، وكان يمكنه سجني، لكنّه أفرج عني وعدتُ إلى الهواء لأقول «أكيد مسا الحريّة» مجدداً». يُدرك صاحب «الشاطر يحكي» أنّ شخصيته المثيرة للجدل تزعج كثيرين. «لديّ اقتناع بأنّني لم أؤذ بلدي، أنتقد لكنّ سلاحي هو الكلمة، لم أقتل على الهويّة، ولم أهاجم مقامات روحية، ولم أركّع ضباطاً، ولم أقصف مناطق سكانية، ولم أتعامل مع إسرائيل ولم أخدم مصالح سورية وإيرانيّة وأميركية وفرنسية، ولم أوافق على الحرب الأهلية، بل رفضت أن أحمل السلاح رغم كل الضغوط». ويضيف: «تنقّلت بين شاشات لبنانيّة وعربيّة وعالميّة، وبقيت زياد نجيم رقم سجلي 38 من بلدة دورس». أمضى نجيم خمس سنوات في «الحرّة»، اشترط منذ البداية ألا يحاور إسرائيليّاً في واشنطن. لم تخل رحلة الخمس سنوات من بعض الحروب «كنت أشعر بأن إدارتي المحطة، القديمة والجديدة، كانتا تريدان إبعادي عن السياسة، لأسباب سياسية وشخصية لأنني لم أخدم مصالحهما». وينتقد نجيم الإدارة الأميركيّة، لكنّه يرفض أن يوجه النقد إلى مكان واحد. «علينا عندما ننتقد سياسة جورج بوش أن نتكلم عن أخطاء الرؤساء العرب. وأرغب في أن أسأل منتظر الزيدي صاحب البطولة في رمي الحذاء بوجه بوش، هل كان بإمكانه أن يرمي صدام حسين، ولو بشريط حذائه؟». ويضيف: «منتظر الزيدي لا يمثّل الشعب العراقي الذي هو أرقى».

كل أربعاء 20:45 على MTV (حلقة هذا المساء عن مزارع شبعا وترسيم الحدود مع سوريا وفلسطين المحتلة)


مبتسم على غير عادة

زياد نجيم مبتسماً، ممازحاً
و... ضاحكاً أيضاً. صورة تبدو مختلفة عن تلك اعتدناها على الشاشة الصغيرة: عابساً ومتجهّماً... هجوميّاً وقمعيّاً. لا يخرج الرجل من صورة الإعلامي/ الإنسان التي كرّسها منذ انطلاقة مشواره على أيدي المخرج سيمون أسمر الذي «ربّما يلعن الساعة التي اكتشفني فيها قبل 23 عاماً». يفضّل ألاّ يغيّر شيئاً من الصورة المتداولة عنه: «لا تختر صورة أبدو فيها ضاحكاً، فأنا عابس دوماً»، علماً بأنّنا في جلستنا معه، تحدث على سجيّته وغابت صفات الهجوم عن الإعلامي المعروف بسلاطة لسانه. لكنّه يتحدانا في اللقاء ويسألنا إنّ كان لدينا الجرأة على نشر كلامه كلّه «لأن معظم اللقاءات الصحافيّة تحذف نصف كلامي، وأنت لن تجرؤ على أن تنشر أن زياد نجيم ليس من لاعقي المؤخّرات، لذا لن يمنح أي جائزة أو تكريم».


بين الفنّ والسياسة

مع انتهاء جلسات حوار «مسا الحريّة» البديلة من جلسات المجلس كما يقول، يطلّ زياد نجيم في برنامج تنتجه Day Dreams، وضع فكرته بنفسه وبلورها مع ناجي وليليان نحّال، وهو يجمع بين الثقافة والفن والاجتماع والسياسة