أفلام مغربيّة مهمّة على برنامج الدورة الـ١٥ من التظاهرة العريقة التي تحتفي بالقدس، وتكرّم الخطيبي وأبو القاسم الشابّي
الرباط ـــ محمود عبد الغني
تحت شعار «القدس عاصمة للثقافة العربيّة»، انطلقت أول من أمس فعّاليّات الدورة الخامسة عشرة من «مهرجان الرباط لسينما المؤلف» في المكتبة العامّة لعاصمة المغرب الإداريّة. الدورة التي تتميز بحضور لافت للمخرجين الشباب، افتُتحت بعرض «دكان شحاتة» للمصري خالد يوسف في «مسرح محمد الخامس»، وتستمرّ حتى 30 الحالي.
يتنافس على «جائزة الحسن الثاني الكبرى»، 12 عملاً عالمياً بينها «فجر العالم» لعباس فاضل (العراق)، وCinecitta لإبراهيم لطيف (تونس)، و«عدن في الغرب» لكوستا غافراس (فرنسا)، وLondon River لرشيد بوشارب (فرنسا/ بريطانيا).... كما يقدّم المهرجان عروضاً استعادية من السينما الروسية (3 أعمال) والسينما التركية (7 أفلام)، إضافةً إلى جديد السينما المغربية من خلال تسعة أعمال جديدة هي: «حجاب الحب» لعزيز السالمي، و«كازانيغرا» (الدار السوداء) لنور الدين لخماري، و«إيطو تيتريت» (أمازيغي) لمحمد اومولود عبازي، و«زمن الرفاق» محمد الشريف الطريبق، و«الطفولة المتمردة» لمومن السميحي، و«خربوشة» لحميد الزوغي، و«عقلتي على عادل؟» (هل تتذكر عادل؟) لمحمد زين، و«أماكننا الممنوعة» لليلى الكيلاني، و«نامبر وان» لزكيّة الطاهري.
Number one حقق لدى عرضه في الصالات المغربيّة نسبة إقبال كبيرة، ناهزت مئة ألف مشاهد. وتعود هذه الاستجابة إلى كون العمل يقارب العلاقة بين الرجل والمرأة ــــ التي يتحكّم فيها العديد من الظواهر الاجتماعية والاقتصادية المغربيّة ــــ في ضوء القوانين السائدة. بطل الفيلم (سعد الله عزيز) يؤدّي دور موظّف في معمل للنسيج يعامل الجنس اللطيف بصرامة. ولم تسلم من تلك الصرامة زوجته، التي اضطرت في النهاية إلى اللجوء إلى الشعوذة «لترويض الأسد». هكذا، يتحول إلى رجل يثير الدهشة بوداعته المباغتة. وهنا يبدأ بإعادة النظر في موقفه من المرأة. ونتيجة لتحولاته وسلوكه الجديد، يُطرد من المعمل، وخصوصاً أنه بدأ يتعاطف مع العاملات، ويدافع عن حقوقهن. لذا، لم يكن أمام زوجته سوى التفكير في إعادته إلى طبعه الحاد السابق. فجاءت بوصفة تبطل الوصفة السابقة. إلّا أنّ بطلنا يرفض تناولها لأنّ ماضيه كان سيئاً وقاسياً، ويرى أنّ طبعه الجديد هو السليم مهما كانت النتائج.
وتحدثت المخرجة زكية الطاهري عن تجربتها، مذكّرة بأنّ المرأة في المغرب، وخصوصاً في الأوساط الشعبية، تلجأ إلى السحر عندما تعاني مشاكل مع زوجها... فيما المرأة الغربية تلجأ لمواجهة النوع نفسه من المشاكل، إلى الطبيب النفساني!
وسيتمكّن الجمهور خلال المهرجان من متابعة 72 فيلماً سينمائياً من العالم العربي وأوروبا وأميركا وآسيا وأفريقيا. وإلى جانب الجائزة الكبرى، ستمنح اللجنة «جائزة لجنة التحكيم»، و«جائزة لجنة الإخراج»، وجائزتي أفضل ممثل وممثلة. ويرأس لجنة التحكيم المخرج الوثائقي البريطاني موريتز دي هادلن، الذي أشرف على العديد من المهرجانات السينمائية الأوروبية. وتضمّ اللجنة أيضاً السينمائي الفلسطيني ميشيل خليفي، والمسرحي العراقي جواد الأسدي، والتشكيلي المغربي فريد بلكاهية، والممثل التونسي هشام رستم، والمخرج والسيناريست الروسي أندري أندريغيش، والمخرج، والكاتب البنغالي طانفير مكاميل، إضافةً إلى الناشرة ليلى الشاوني، والمنتج مالك العقاد من المغرب.
وتنظّم على هامش المهرجان مجموعة من النشاطات الفكريّة واللقاءات، أهمها ندوة تكريمية للمفكر المغربي الراحل عبد الكبير الخطيبي، وتحيّة للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي في ذكراه المئوية. كما سيكرّم المهرجان الروائي والسيناريست المغربي يوسف فاضل، والمخرجة الفلسطينيّة مي المصري، والممثل المصري محمود عبد العزيز.
وانسجاماً مع عنوان هذه الدورة، يستضيف المهرجان كتّاباً ومبدعين فلسطينيين، من بينهم رشاد أبو شاور ويحيى يخلف وليلى الأطرش، للمشاركة في ندوة «فلسطين، الذاكرة ــــ الاستعارة». كما تقام أمسية شعريّة فلسطينيّة، يحييها كلّ من طاهر رياض، وزهير أبو شايب، ويوسف عبد العزيز، وجهاد هديب، والمتوكل طه.