جافتها الفضائيات العربيّة طويلاً، وفضّلت عليها الأعمال المصرية والسورية والخليجية والتركيّة... فهل تتبدّل النظرة إلى الدراما اللبنانية بعد ترشيح «ورود ممزّقة» لـ«إيمي»؟
باسم الحكيم
الدراما اللبنانيّة تخطو خطوتها الأولى نحو العالميّة. على رغم غياب المسلسل اللبناني عن الشاشات العربيّة التي تفضّل الاتجاه صوب الدراما المصريّة والسوريّة والخليجيّة و... التركيّة أيضاً، إلا أن المرحلة المقبلة، قد تشهد تبدلاً، ولو طفيفاً، في نظرة الفضائيّات العربيّة إلى الدراما اللبنانيّة وذلك بعد قبول لجنة مسابقة Emmy Awards العالميّة لمسلسل «ورود ممزقة». هكذا، بعد فوز «الاجتياح» للكاتب رياض سيف والمخرج التونسي شوقي الماجري بالجائزة في العام الماضي، ها هي الدراما اللبنانيّة تدخل الامتحان لتنافس الأعمال الدراميّة العربيّة والعالميّة من خلال الدراما البوليسية التشويقية «ورود ممزقة» الذي عرضته LBC الأرضيّة في رمضان الماضي وحقّق نجاحاً جماهيريّاً كبيراً، بحسب الإحصاءات، كما أنهت القناة الفضائيّة عرضه قبل أيّام قليلة.
وللتذكير، تدور أحداث هذا المسلسل حول رجل يخطط لقتل صديقه بهدف الاستيلاء على ثروته وزوجته معاً. وبعدما يحقّق هدفه الأوّل، يأمر بقتل ابن صديقه، لكي لا يقاسمه أحد الثروة والأملاك. بموازاة ذلك، تقع فتاة في شباك شاب متهوّر وانتهازي، يستغلها فتحمل منه ثم يقرّر التخلص منها مع جنينها. ويلتقي الخطان الدراميان بعد مرور عشرين عاماً على هذه الحوادث، في أجواء لا تخلو من التشويق والمؤامرة وقصص الحب العاصفة
والمفاجآت.
ويشارك في البطولة فادي إبراهيم، مجدي مشموشي، علي الخليل، خالد السيد، غبريال أبي راشد، باسم مغنية، يوسف الخال، فيفيان أنطونيوس، هند باز، روزي الخولي، تينا جرّوس، ماغي بوغصن، إدموند عازار وسواهم.
لا يخفي الكاتب طوني شمعون فرحه العارم بدخول مسلسله إلى مسابقة «إيمي»، ويؤكّد المخرج إيلي معلوف على جودة المنتج اللبناني الذي يصدر عن شركته «فونيكس بيكتشر إنترناشونال» ويكرر ما اعتاد قوله في الآونة الأخيرة على مسامع أهل الصحافة والفن أيضاً: «أنا ألعب في مكان والآخرون لهم مكانهم البعيد عني». وينتظر الحكم على منتجه الدرامي مع إعلان نتيجة المسابقة في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ويعلّق معلوف الذي ترجم مسلسله إلى اللغة الإنكليزية قبل إرساله، بأنه أول عمل لبناني توافق عليه لجنة «إيمي»، وجــــاءته الموافقة على إدخاله مع المسلسلات العربية والعالميّة التي تتنافس على الجائزة وتقدّر بـ 500 عمل من مختلف أنحاء العالم.
ويستغل معلوف فرصة دخول عمله في المسابقة، ليتوجّه بسهام النقد إلى «الكتاب الذين ألغوا دور المخرج، فألغوا الإبداع في الدراما أي العمود الفقري لكل التلفزيونات»، موضحاً أن «هذه المهنة لا ترحم أحداً، وإذا لم تستطع أن تتميّز فيها فهي تنهيك». ويضيف: «برامج تلفزيون الواقع مثل «ستار أكاديمي» و«من سيربح المليون»، كلها برامج جيّدة، لكنها موجات تنتهي مع مرور الوقت وتبقى الدراما». ولا يستثني معلوف لجنة «موركس دور» من نقده، بسبب «سوء تنظيم الدورة التاسعة منه في كازينو لبنان» معتبراً أنّه «عيب أن يوضع صانعو الدراما وأهلها في المرتبة الثانية، بينما يوضع في الواجهة نجوم الفن والغناء والتلحين، إضافة إلى نجوم الدراما العربيّة». وعلى رغم فوز «ورود ممزقة» بجائزئي أفضل إخراج تلفزيوني لمعلوف وأفضل سيناريو لطوني شمعون، لا تهدأ ثورته على لجنة الـ«موريكس دور» التي تصادم معها قبل أعوام، ورفض إدخال مسلسله «خطايا صغيرة» في قائمة الأعمال المرشحة. إذاً، ماذا تغيّر هذا العام ليُعلن رضاه عن اللجنة؟ يقول «أرفض ترشيح أعمال دراميّة بينها مسلسلات لأعضاء في لجنة التحكيم، إذ إنّ الأمور لن تسير بطريقة حياديّة.
أما اليوم فالكاتبة منى طايع قادرة على أن تكون حياديّة، لأنه ليس لها أي عمل بين الأعمال المرشّحة». وينتقد طريقة توزيع بعض الجوائز الدراميّة، معتبراً أنّ «كارمن لبّس تستحق جائزتها كأفضل ممثلة دور أول، لكن نهلا داوود تستحقها أيضاً».
يبقى أن معلوف ينهي في غضون أيّام قليلة تصوير مسلسل «شيء من القوة» الذي تعرضه LBC أرضياً وفضائيّاً في رمضان، وسيبدأ نهاية تمّوز (يوليو) المقبل تنفيذ مسلسل «للحب وجه آخر» للكاتب طوني شمعون وبطولة نهلا داوود وفادي إبراهيم. كما تباشر المخرجة رندلى قديح فعليّاً تنفيذ مسلسل «جود» للكاتب فراس جبران بعد تصوير يوم واحد منه سابقاً. ويبدو أن المرشحة لدور البطولة مع بديع أبو شقرا، ستكون ملكة جمال لبنان 2007 نادين نجيم.