عاتبة على مطربي العراق، وتواصل رفض الحصرية، وتطلق قريباً جديدها مع ملحم بركات. نجمة «الأكاديمية» ومدلّلة مخرجها ترفض التشبّه بأصالة، وتنفي تهمة التشجيع على التحرّش الجنسي
فاطمة داوود
انتزعت لقب نجمة «الأكاديمية» لتنضمّ إلى قائمة الفنانين المحترفين. شذى حسّون اكتسبت سريعاً ثقة الجمهور وأيضاً الموسيقي ملحم بركات الذي منّ عليها بلحن جديد لأغنية «لو ألف مرّة». لكن لمَ تسجّل عتبها على ابن بلدها كاظم الساهر؟ في حديثها لـ«الأخبار»، نفت شذى حسّون (1982) أولاً الاتهامات التي سيقت ضدّها في مصر بشأن أغنية «مزعلني... وبيتحرّش بيّ». إذ اعتُبرت في أوساط الشارع المصري تشجيعاً على ظاهرة التحرّش الجنسي المنتشرة. توضح الفنانة العراقية الشابة: «شرحت الكلمة وبرّرت سبب الملاحظات التي وجّهت إليّ. كل ما في الأمر أنّ هناك تضارباً بين اللهجات العربية من بلد إلى آخر. هناك بعض الكلمات غير مفهومة أو لها معان تختلف بين مصر ولبنان، لكن المقصود من الأغنية لم يكن بالطبع التحرّش الجنسي الذي قصده بعض الصحافيين المصريين. والمسألة أبسط من ذلك بكثير».
على رغم الانتقادات التي طالت «ستار أكاديمي» ـــــ فازت في نسخته الرابعة عام 2007 ـــــ واتهامه بصناعة نجومية وهمية وزائفة لا تتعدى ثلاثة أشهر، حظيت شذى باهتمام كبير، وخصوصاً بعد ظهورها على شاشة «سي أن أن» كرمز وأيقونة للشباب العراقي بعد الاحتلال الأميركي. حتى أنّه قيل إنّ سبعة ملايين عراقي صوّتوا لها عندما كانت متبارية في «ستار أكاديمي».
اليوم، تحيطها «المؤسسة اللبنانية للإرسال» ومدير أعمالها المخرج طوني قهوجي برعاية استثنائية. وهي ترى ذلك مسؤولية ملقاةً على عاتقها أكثر من كونه نيشاناً معلّقاً على صدرها «لن أكتفي بالدعاية الكبيرة بل سأسعى إلى الاستمرارية، وخصوصاً أنّ مدير أعمالي طوني قهوجي ليس متفرّغاً لي. هو مخرج ولديه العديد من المسؤوليات. وهو أيضاً يعترف بقدرتي على تحمّل كل شيء وحدي، لأنّني لو اعتمدت فقط عليه، فلن ينجز سوى نسبة ضئيلة مما هو مطلوب. حالياً، أشرف على كلّ شاردة وواردة وأتبع سياسة إطلاق الأغنية المنفردة وعدم الاحتكار من جانب أي محطة فضائية من دون أن يسبّب ذلك حساسية أو انزعاجاً لأحد».
وفي ما يتعلقّ بالمخرج طوني قهوجي، نفت أن يكون «ديكتاتورياً» في آرائه على رغم تصويره فيديو كليباتها كلها حتى الآن. «قد أتعاون مستقبلاً مع نادين لبكي أو ليال راجحة، فطوني قدّمني بصورة جميلة لكن لن أبقى محتكرة له على الإطلاق في مجال الإخراج». هذا في العمل، أمّا على الصعيد الشخصي، فنفت أيضاً ارتباطها بأي علاقة حبّ مع قهوجي مستغربةً إطلاق مثل هذه الشائعة التي انتشرت في كل مكان.
قد يكون أقوى حظوظ لشذى تعاونها المرتقب مع الموسيقي اللبناني ملحم بركات الذي خصّها بأغنية «لو ألف مرّة» من كلمات نزار فرنسيس. وحصل التعاون بعد لقاء بينهما في إحدى الحفلات الغنائية. هذه المبادرة قدّرتها جداً في ظلّ غياب أي مبادرة من فناني بلدها مثل كاظم الساهر أو ماجد المهندس وغيرهما. «فوجئت بأنّه حتى الآن لم يتصل بي أحد من فناني العراق، رغم أنّني المطربة الوحيدة العراقية، سواء للحديث في أمور فنية أو غير ذلك من الأمور».
بعضهم شبّه صوتها بصوت أصالة، لكنّ ذلك لم يعجبها والسبب «أكثر تعليق سمعته هو تميّز صوتي وأنه لا مثيل له. أصالة مختلفة عني لأن خامتي عريضة بينما هي تكثر من الأغنيات ذات الطبقات الرفيعة وهذا ما لا أحبذه أبداً، وخصوصاً حين يتحول إلى صراخ. لذا أفضل أغنيتها «نص حالة» أكثر من أي شيء آخر».
تعيش شذى مرارة الغربة، ليس عن وطنها العراق فحسب، بل أيضاً عن أهلها. إذ إنّها تقيم حالياً في لبنان بينما تعيش عائلتها في فرنسا وتتردد من وقت إلى آخر إلى المغرب، موطن أمّها الأصلي. ما الذي بقي فيها من ملامح المرأة العراقية؟ تجيب بثقة «في شخصيتي مزيج من الشرق والغرب. أنا امرأة قوية ومستقلّة تتمتع بهامش كبير من الحرية، لكن في المقابل أمتلك مشاعر الشجن والعاطفة كالتي تغمر الشخصية العراقية عموماً. كما أنّ العائلة العراقية تصرّ على متابعة الدراسات العليا. لذا تابعت دراستي الجامعية ونلت شهادة في الإدارة الفندقية والسياحة، وكنت قد نظّمت عدداً من الحفلات الغنائية في المغرب للفنانين وليد توفيق ومادلين مطر. وهذا ما لا يعرفه الناس عنيّ».