ياسين عدنانأيضاً، يشير المتنقدون إلى أن الرغبة في تحويل قناة «المغربية» إلى قناة إخبارية متخصصة يتناقض مع ما أقدمت عليه «دوزيم» أخيراً من تأخير أقوى برامجها السياسية والاجتماعية إلى الجزء الثاني من السهرة في حدود منتصف الليل، تاركةً فترة الذروة للمسلسلات التركية والمصرية والسيتكومات الفكاهية.
في المقابل، يرد بعضهم هذا الارتباك في البرمجة الذي تعيشه «دوزيم» هذه الأيام إلى ولوج المغرب تجربة قياس نسب المشاهدة للمرة الأولى في تاريخه منذ آذار (مارس) الماضي. والنتائج جاءت لتقرع أكثر من ناقوس: فالتلفزيون المغاربي بقنواته المتعددة لا يحظى بأكثر من 54 في المئة من نسبة المشاهدة! لكن، هل السبيل الوحيد إلى مصالحة المشاهد المغربي هو إقصاء البرامج السياسية والاجتماعية والثقافية إلى وقت متأخر من الليل وحشد المسلسلات المستوردة والأفلام الأميركية والمصرية القديمة وبعض السلسلات الفكاهية السطحية في فترة الذروة؟ أليس في المراهنة على البرامج والفقرات الترفيهية، نوع من التراجع عن مبدأ الخدمة العمومية الذي يجب أن تضطلع بها قنوات الشركة الوطنية في مجال السمعي البصري باعتبارها مرفقاً عمومياً؟
وما بين تحدي أرقام نسب المشاهدة وإكراه الخدمة العمومية الذي تلتزم به قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والنقاش الحاد الذي يعرفه المشهد الإعلامي المحلي بشأن واقع التلفزيون في المغرب... ما زال كثيرون ينتظرون التراخيص التي ستمنحها «الهاكا» الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ومقنن الإعلام في المغرب، لبعض القنوات التلفزيونية الخاصة. حينها فقط، سيدخل المشهد التلفزيوني المغربي منعطفاً جديداً يصعب تخمين ما سيفتحنا عليه منذ الآن.