زياد عبد اللهبعد 13 عاماً، يلتقي آل باتشينو وروبرت دي نيرو مجدداً في Righteous Kill (قتل أخلاقي) الذي ينزل قريباً إلى الصالات اللبنانية. الفيلم الذي يجمع هذين النجمين بعد آخر شريط لهما Heat (حرارة) يجعلهما ــــ على عكس الفيلم الأخير ــــ يعملان جنباً إلى جنب، كمحققين وشريكين تمتد علاقتهما إلى أكثر من ثلاثين سنة. لكن هذا في البداية، إذ يبدو أنّ لعنة «مناصبة العداء» لبعضهما بعضاً سرعان ما تحضر، لكن كانقلاب لكلّ ما نكون قد شاهدناه طيلة الفيلم، ففي الأمر خدعة وحرص على إدهاشنا في النهاية، لكن عبر الاعتماد على السرد واللعب على أزمنته، وإيهامنا بأنّ ما يترافق مع أحداث الفيلم بوصفه تسجيلاً لاعترافات المحقق تورك (دي نيرو)، سيمضي بنا إلى حقيقة مغايرة تشمل المحقق روستر (آل باتشينو).
المحقق تورك عصبي، وناري، مستعد للانجرار إلى الحماقات، بينما روستر عقلاني وهادئ، لكنّه مستعد للقيام بأي شيء لحماية صديقه تورك، حتى وإن كان ذلك تزوير معطيات مسرح الجريمة للقبض على مجرم قد يفلت من العدالة إن لم يفعلا ذلك. تلك هي القصّة الرئيسية في الفيلم.
وتتمحور الأحداث حول قاتل متسلسل يلاحقه تورك وروستر. ولعلّ في المجرم الذي تجري ملاحقته ما يثير الفضول. إذ إنّه يقتل المجرمين الذين يعتقد بأنّهم نجوا من العقاب، وغالباً ما يستهدف القتلة والمغتصبين وتجّار المخدرات، بأسلوب واحد يتمثل بإطلاق النار على ضحيته عن قرب، وترك قصيدة قرب الجثة مؤلفة من أربعة أسطر يبرّر فيها جريمته ودوافعها «النبيلة»، مؤمناً إيماناً راسخاً بأنّه المسؤول عن إحقاق العدالة على الأرض.
أمّا جميع من تجري تصفيتهم على يد القاتل المتسلسل، فيكونون ناجين من قضايا يتولى التحقيق فيها كل من تورك وروستر، ما يجعلهما مثاراً للشبهات، وخصوصاً تورك الذي يلاحَق بوصفه القاتل الحقيقي، لكنّ النهاية ستضعنا أمام مفاجأة.
«قتل أخلاقي» الذي أخرجه جون أفنيت، صاحب «88 دقيقة» آخر ما شاهدنا لآل باتشينو، يقدّم حكاية مرتجلة وسريعة، لا جديد فيها سوى مشاركة نجمين تبدو عليهما علامات التقدم في السنّ. ويبقى السؤال مشروعاً عن السبب الذي يدفعهما إلى تقديم فيلم مماثل لا يقدم ولا يؤخر في مسيرتهما الغنيّة.


ابتداءً من بعد غد الخميس 25 الحالي ـــ سينما «كونكورد» (01/343143) ـــ «ABC الأشرفية» 01/209109