حيفا ـ فراس خطيب الإعلام الإسرائيلي لا يكسر التقليد، يتجنّد لخدمة المؤسستين العسكرية والسياسية... وصورة غزة في الإعلام العبري جاءت شبيهة بحرب لبنان الثانية، فهناك أيضاً افتتحت «المعركة» بضربة جوية، اعتبرها المعلّقون ــــ كما اليوم ــــ «صائبة». الأسئلة التي يطرحها المعلّقون الاسرائيليون لا ترتبط بالجانب الفلسطيني، ولا تتأثر بمشاهد الموت. في أحسن الحالات، دفعت هذه الصور بعضهم إلى التساؤل «كيف ستكون النهاية» (إيتان هابر في «يديعوت أحرونوت»). مجريات عملية غزة، أكّدت أنَّ الإعلام لن يغيّر مواقفه،
و لا يزال يؤيّد هذه العمليات. والتجربة تبرهن أنّه ما دام الجيش الإسرائيلي «يحقّق أهدافه»، فإنّ الإعلام سيدعمه. وقد يتحول نهجه في حالة واحدة حين يتكبّد الإسرائيليون خسائر كبيرة. وحتى في تلك الحالة، لن يستنكر الإعلام العملية العسكرية بمقدار لومه لـ«أدائها». تبنّت وسائل الإعلام العبرية أمس مصطلحات المستوى السياسي والعسكري الإسرائيليين، أبرزها «الخدعة» التي اعتمدتها إسرائيل لـ«ضرب حماس» كي تُظهر الجيش الإسرائيلي بمظهر القوي والذكي الذي «استخلص العبر من حرب لبنان الثانية»، كما تبنّت هذه الوسائل الادعاءات الإسرائيلية بأنَّ قتل المدنيين كان لأنّ «حماس تستعمل الناس دروعاً بشرية». وهي الأعذار نفسها التي سيقت ضد حزب الله في الجنوب. وقد تجلّى ذلك في مقابلة أجرتها أمس الإذاعة الاسرائيلية العامة، مع طبيب فلسطيني يعمل في مستشفى «الشفاء» في غزة، حين كرّرت المذيعة ادّعاءً إسرائيلياً بأنَّ «حماس تستعمل المستشفى مستودعاً عسكرياً».