يعمل حالياً على مغناة «أنا مع الإرهاب» لنزار قباني ويحضّر موسيقى وأغاني فيلم «بابا نويل إسرائيلي»... ويلتقي جمهوره غداً في بيروت
بشير صفير
بعد أماسيه الرمضانية، يدعو مسرح «بابل» جمهور الأغنية السياسية الملتزمة إلى صالته ليلتقي وليام نصّار الفنان الحاضر في الذاكرة الشعبية، وعلى أثير إذاعة صوت الشعب (دون سواها) والغائب عن لبنان منذ 15 عاماً. من الواضح أنّ هجرة نصار إلى كندا عام 1994 بعد حفلته الأخيرة في قصر الأونيسكو عام 1993 (مع الفنان سامي حوّاط)، وابتعاده عن الإعلام، خلّفا تفاوتاً ملحوظاً بين شهرة أغانيه ـ التي يعرفها كل المعنيين بخطّها المقاوم ـ وانتشار اسمه، وذلك بخلاف رعيل الأغنية السياسية الأول. من جهة أخرى، يسهم أيضاً في هذه الحقيقة عدم دخول أعمال هذا الفنان اللبناني اليساري حلقة التسويق، فألبوماته الأربعة («لكم أغني» ــــ 1984، «طوايف» ــــ 1988، «بُكرا» ــــ 1989 و«غيفارا غزّة» ــــ 1991) غير متوافرة في السوق اللبنانية.
ينتمي وليام نصّار (1966 ــــ الكورة، شمال لبنان) في مسيرته الفنية كما في قناعاته الشخصية وحياته اليومية إلى القضية الفلسطينية بالدرجة الأولى. بدأ مسيرته مطلع الثمانينيات، موائماً العمل الفني الملتزم والنشاط الحزبي بمختلف أشكاله. كتب العديد من الأغنيات التي صوّرت معاناة الناس عموماً (الجنوبيين والشعب الفلسطيني خصوصاً) واتخذت أعماله نصاً وموسيقى الطابع الثوري أو الوجداني. إلى جانب قصائده الخاصة، غنّى وليام نصّار شعراء المقاومة (معظمهم فلسطينيون) مثل سميح القاسم وتوفيق زياد ومحمود درويش وأحمد الصادق... وينتمي في نبرة صوته ونَفَسِه الغنائي كما في أسلوب التأليف والتوزيع الموسيقي إلى نمطٍ يقع على مسافة واحدة بين خالد الهبر وقديم أحمد قعبور (مقترباً من أحدهما هنا أو هناك) لكن لا يدرج إلّا في خانة مستقلة.
في كندا، حيث عيش حتى الآن، كرّس حياته لمتابعة دراسته الموسيقية فنال شهادة الدكتوراه في علم الموسيقى، لكنّه لم يضف إلى رصيده السابق (ألبوماته الأربعة) خلال هذه الفترة أي عمل موثّق، بل قدّم حفلات عدة، بينها ثلاث مشاركات في مهرجان الجاز في مونتريال (1997، 1999 و2004). بعيداً عن بلده الأم، نَشط نصّار في مجال العمل النضالي فأسّس عام 1997 منظمة «أولاد البلد» للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية ومقاطعة البضائع الإسرائيلية ومكافحة التطبيع، فتولى فيها منصب المدير التنفيذي حتى 2002. قبل «أولاد البلد»، أسّس نصّار عام 1995 مجلة «عبال» (اسم جبل في نابلس) التي صُنِّفت من أهم المجلات الفكرية في أميركا الشمالية، لكنّها حوربَت من اللوبي الصهيوني، وتغيّر اسمها إلى «البديل اليساري» قبل أن تتوقّف عن الصدور بُعَيْد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001.
يعمل نصّار اليوم على الموسيقى التصويرية وأغاني فيلم «بابا نويل إسرائيلي» (للمخرجة الكندية من أصل يوناني ميليسّا كونينوس) الذي يشارك في بطولته الفنان أحمد الزين، إلى جانب ممثلين كنديين. الفيلم المتوقع صدوره منتصف العام المقبل يدور حول فكرة «هدايا» إسرائيل إلى الشعبَيْن اللبناني والفلسطيني (القنابل العنقودية، العلكة المسبِّبة للعقم...). أما مشاهد الفيلم، فبدأ تصويرها في كندا وتُستكمل الآن في لبنان (الجنوب والمخيمات الفلسطينية)، ويظهر نصّار في مشهدين مؤدياً أغانيه في المخيمات وفي قلعة أرنون.
من جهة ثانية، يعمل وليام نصّار على ألبومه الجديد «أطفال قانا» الذي سيصدر في حزيران (يونيو) 2009 ويحتوي مجموعة من أعمال الموسيقى الآلاتية (باستثناء «نشيد الثورة القادمة» لسليمان العيسى). كما يعمل على مغنّاة «أنا مع الإرهاب» (من شعر نزار قبّاني).
في حفلة «بابل» التي حملت عنوان «تحية إلى عكّا»، يجتمع وليام نصّار مع فرقة موسيقية تضمّ مجموعة من المواهب اللبنانية ليقدّم باقة من أغانيه: «بكي دم»، «تل الزعتر»، «كل ما تشتّي الدنيي دموع»، «عكا على راسي»، «يا ظلام السجن خيِّم».

7:00 مساء غد الأحد ــ «مسرح بابل» (الحمرا) ـــ للاستعلام: 01/744034