بعد سنوات من الانتظار، ها هي الدراما اللبنانية تدخل بقوة ساحة المنافسة الرمضانية. LBC و«المستقبل» تراهنان على الصناعة الوطنية، وجديدهما: «ورود ممزقة» المليء بالتشويق والمطاردات، واستعادة لإحدى أشهر قصص الحب... «مجنون ليلى»
باسم الحكيم
إنه الامتحان الفعلي الأوّل للدراما المحليّة في مواجهة الدراما المصريّة والسوريّة. LBC اختارت خوض المنافسة محليّاً (على القناة الأرضيّة) في الدراما البوليسيّة التشويقيّة «ورود ممزقة»، من كتابة طوني شمعون وإخراج إيلي معلوف وإنتاجه، عند التاسعة ليلاً. بينما أعدّ تلفزيون «المستقبل» العدة أرضياً وفضائيّاً للدراما التاريخيّة «مجنون ليلى»، من كتابة كلوديا مرشليان وإخراج سمير حبشي، عند العاشرة ليلاً ثم تعاد 3:10 فجراً والرابعة عصر اليوم التالي.
هكذا، يطل علي الخليل وفادي إبراهيم ونهلا داوود وباسم مغنية ويوسف الخال وفيفيان أنطونيوس وهند باز ومازن معضم وغبريال بو راشد في «ورود ممزقة». تدور الأحداث حول رجل يخطط لقتل صديقه بهدف الاستيلاء على ثروته وزوجته، وبعدما يحقّق هدفه الأوّل، يأمر بقتل ابن صديقه، لكي لا يقاسمه أحد الثروة والأملاك. بموازاة ذلك، تقع فتاة في شباك شاب متهوّر وانتهازي، يستغلها فتحمل منه ثم يقرّر التخلص منها مع جنينها. ويلتقي الخطان الدراميان بعد مرور عشرين عاماً على هذه الحوادث، في أجواء لا تخلو من التشويق والمؤامرة وقصص الحب العاصفة والمفاجآت.
وفي زحمة الأعمال الدراميّة التي تشتت ذهن المشاهد، قرّر معلوف أن يخصص دقيقتين في مطلع كل حلقة، للتذكير بالأحداث الرئيسيّة من الحلقات السابقة. لا يكتفي بالرهان على أنه تعلّم من الأخطاء السابقة، ما يجعل من «ورود ممزقة» تجربة أنضج من مسلسليه السابقين «رجل من الماضي» و«خطايا صغيرة»، بل يرى أن عمله مؤهّل «لأن يتفوّق على الدراما المصريّة والسوريّة، لأننا بذلنا ما يقارب 150 يوماً من التصوير الفعلي لتنفيذه، وجمعنا فيه نخبة كبيرة من الممثلين، فضلاً عن موسيقى تصويريّة وضعها يوسف الخال».
وبعيداً من الدراما المعاصرة، يخوض المخرج سمير حبشي تجربته الدراميّة على أرض بملامح صحراويّة في منطقة عيون السيمان، يصوّر فيها ثلاثين حلقة من ملحمة الحب الشهيرة التي جمعت قيس بن الملوح وليلى العامرية في «مجنون ليلى». وبعدما باتت 23 حلقة جاهزة للعرض، يواصل حبشي تصوير الحلقات السبع الأخيرة حتى منتصف أيلول (سبتمبر) الحالي.
وفي ظل عدم توافر الميزانيات التي ترصد لهذه النوعيّة من الأعمال في العالم العربي، سيكون الرهان على النص والتمثيل والإخراج، كما تقول الكاتبة كلوديا مرشليان التي ترى نفسها غير معنيّة بمسألة الميزانية. وهي لا تخاف من المقارنة مع الأعمال العربيّة الضخمة، وبينها مسلسل «صراع على الرمال»، بحجّة أن «أفلاماً أميركيّة استحقت الأوسكار، مع أن ميزانياتها قليلة نسبيّاً، ويهمني أن تكون النتيجة جيدة وكما أتمناها». وتضيف أن «النص يعتمد بنسبة 90 في المئة على الاجتهاد، لأن الرواية المعروفة أن قيس وليلى، عشق أحدهما الآخر حتى الجنون، ولم يتمكنا من الزواج بسبب العادات والتقاليد والظلم الذي تعرضا له. ثم انتهت علاقتهما بالموت، بعدما أجبرت ليلى على الزواج من ورد الذي يطل في الحلقات الأربع الأخيرة». ولأن الحِمل الأساسي لتقديم عمل جيّد، يقع على عاتق الممثل، كان لا بد من الاستعانة بممثلين محترفين من جيل الشباب ومن المخضرمين، «التمثيل هو من أجمل العناصر في العمل». ويضم العمل الذي تجرى عمليات المونتاج والميكساج له في شركة «غرين» للمخرج إيلي ف. حبيب: يورغو شلهوب (قيس) وريتا برصونا (ليلى). ومعهما: يوسف حداد ولورا خبّاز وشادي حداد وأنجو ريحان وسعد حمدان ومجدي مشموشي، بالاشتراك مع محمد إبرهيم ورندة الأسمر وعصام الأشقر ورندة كعدي.
إذاً، ستنطلق المغامرة الليلة، فهل ستتمكن الدراما اللبنانيّة من اجتذاب المشاهد العربي عموماً واللبناني خصوصاً في رمضان؟ وهل ستتشجع الشاشات اللبنانيّة على خوض غمار المحلّي في المواسم الدراميّة المقبلة؟


«ورود ممزقة» 21:00 على LBC
«مجنون ليلى» 22:00 على«المستقبل» الأرضية\ 23:30 على «المستقبل الفضائية»