بيار أبي صعبلكن القائمة طالت أكثر مما يجب. علمنا بالأمس أن أربعة ضيوف عرب آخرين، لم يحصلوا على تأشيرات دخول إلى فرنسا: الجزائريّة نصيرة محمدي، الليبيان صالح الرضا وسالم العقابي، الأردني حكمت النوامسة. أما راسم المدهون، فتسلّم تأشيرته بعد افتتاح المهرجان... فبقي في دمشق. فيما اكتشف اليمني محمد الحارثي أن التأشيرة أعطيت له، ثم ألغيت على جواز سفره حيث ذهب لتسلّمه. وكان لا بد من أن يلوّح بالفضيحة، كي يحصل على تأشيرة جديدة.
كل هذه المهزلة بعد أيّام قليلة من الضجّة الضخمة التي أحدثها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول مشروعه العتيد «الاتحاد من أجل المتوسّط». ما يعطي فكرة عن النيّات الحقيقية التي تقف وراء ذاك الاستعراض الفولكلوري الأجوف. أما الشعراء العرب، فممنوع دخولهم إلى فرنسا. إنّها الاعتباطيّة البيروقراطيّة في أفضل الحالات، لكي لا نتحدّث عن عنصريّة جديدة، وفوقيّة تتعامل مع الآخر ــــ العربي والمسلم ــــ بمنطق الريبة والشبهة... على قاعدة كل عربي إرهابي حتّى إثبات العكس: أن يعلن «توبته» «واعتداله»، و ـــ لم لا؟ ــــ «إعجابه» بإسرائيل!