«العرّاب» يطلب رضى الوليدين
فاطمة داوود
جاءت الحلقة الأخيرة من «العرّاب» التي عرضت مساء الجمعة على mbc، وأقيمت وسط المدرّجات الرومانية في وسط بيروت، على مستوى التوقّعات غنائياً، لكنها تعثّرت حوارياً. فعلى رغم أن ضيفي الحلقة هما نجوى كرم وجورج قرداحي، بدا قائد الحوار نيشان متوتّراً للغاية. وقد تجلّى ذلك حين بدأت الفنانة كرم بوصف قرداحي كيف وضع خيطاً رفيعاً بين الجدية والمزاح والميوعة والاتزان، فلم يلبث نيشان إلّا أن تمنّى لنفسه أن يكون بالصفات ذاتها كي يكسب ودّ واحترام كرم. بطلا الحلقة الأخيرة كانا بلا شك الوليد بن طلال (عرّاب نجوى كرم)، والوليد آل إبراهيمي (عرّاب جورج قرداحي). وهما إن غابا عن البرنامج، فقد حضرا بقوةّ في ثناء ومديح الضيفين اللذين أبديا وفاءً لمن مدّ لهما يد المساعدة، وفتح طريق النجومية لهما.
وعلى رغم طغيان الأجواء السياسية ـــــ الوطنية على مجريات اللقاء، كان الغناء سيّد الموقف. وقد تكون هذه الحلقات من أكثر الحلقات الغنائية بلا منازع في أرشيف «العراّب». هكذا، شدت كرم بصوتها أجمل الأغنيات، وكان للبنان حصّة الأسد، وخصوصاً في المواويل. واستتبع بعدها الحوار بأسئلة عن غنائها في سوريا، رغم توتر العلاقات السياسية بين البلدين في السنوات الأخيرة. لكنها، وبذكاء شديد، دافعت عن خطوتها السابقة بالقول: «إن الزعماء السياسيين الذين يظهرون عداءً لسوريا، لا يلبثون أن يقوموا بزيارات متتالية». في إشارة إلى عدم جدوى انحياز الفنان لأي تيار سياسي.
كرم لم تكتف بقدر ضئيل من التصريحات الجريئة، لا بل استطاعت باقتدار أن تأخذ «العرّاب» إلى حيث تريد. تنقّلت بخفّة بين المسرح وكرسي الحوار، وأجابت بأغنية عن سؤال محرج. إذ دافعت عن فشل الديو المشترك بينها وبين ملحم بركات «في السنة»، مستشهدةً بتفاعل الجمهور وترداد الأغنية على مسامع نيشان، مع اعترافها بأن الأغنية كانت ستبدو أجمل لو كانت «سولو» لا «دويتو».
خرج «العرّاب» خالي الوفاض من أي سبق تلفزيوني، على رغم ضخامة الديكور والبذخ المفرط في الإنتاج. إذ لم يتمكّن من استغلال حضور جورج قرداحي للحديث عن برنامجه الحواري الجديد الذي سينطلق خلال الصيف المقبل استباقاً للبرنامج الثاني «القوة العاشرة». ولم يتمّ التعليق بكلمة واحدة على هذا الأمر الجديد وخلفياته في ظلّ انكفاء «العرّاب» عن الشاشة.
أما علاقة الحبّ التي تعيشها نجوى كرم، فليست بالموضوع الجديد. هذا الخبر تصدّر كثيراً غلافات المجلاّت الفنية. إنما كان بإمكان نيشان الغوص في هوية هذا الحبيب المجهول ومصير العلاقة بينهما، إن كانت جديّة أم لا. وحده، العقد الإعلاني الذي وقعته كرم مع مشروع «اللؤلؤة العقارية» بدا جديداً. لكنه كان يستحق مزيداً من التوضيح، وخصوصاً أن كرم صرّحت سابقاً بأنها ترفض مبدأ الإعلانات رفضاً قاطعاً، لسبب بسيط وهو أن «فيروز لم تمثّل إعلاناً قطّ، فهل أقوم أنا بذلك؟». لكن يبدو أن العرض المادي بدا مغرياً للغاية! وفي النهاية، لا بدّ من الإشارة إلى أن نيشان والمعدّ طوني سمعان والمخرج باسم كريستو، حقّقوا في «العراب» صدىً طيباً، وخصوصاً في حلقاته الأخيرة.


...ووفاء تسير بين الألغام

لا تمّل وفاء الكيلاني السير وسط الألغام. برنامجها “ضدّ التيار” أصبح موعداً أسبوعياً لضيوف، أعلنوا التمرد على كل ما هو سائد اجتماعياً، ومنبراً لطرح أفكار جريئة وسجالية.
وبعد إيقاف بثّ الحلقة الأولى من الموسم الثاني، إثر تصريح شاعر العامية المصري الشهير أحمد فؤاد نجم بآراء نارية ضدّ بعض الأنظمة والحكومات العربية ـــ في مقدمتها السعودية ـــ أطلّت سابين نحاس، زوجة إيلي نحّاس المتهم بقضية “كان” الشهيرة، لتدافع عن زوجها، وتكشف المستور في كواليس عالم عرض الأزياء. ثم جاء دور مخرج الكليبات المشاغب يحيى سعادة، فأعلن ولاءه لـ“حزب الله” لأنه حزب مقاوم للاحتلال. كما دافع سعادة عن المثليين وحقوقهم. وحين سألته الكيلاني عما إذا كان هو مثلياً أم لا، ردّ بإجابة اقتطعت من سياق الحلقة، فضحها وجه وفاء الذي احمرَّ خجلاً!
مساء اليوم، ستذهب وفاء أبعد من ذلك بكثير، عبر استضافتها المفكر الإسلامي جمال البنّا، أخا مؤسس حركة الإخوان المسلمين في مصر حسن البنا. معه، ستفتح الكيلاني ملفات الفتاوى الإسلامية المثيرة التي أطلقها من تحليل القبل، إلى مسامحة مرتكبي الزنا للمرة الأولى، وعدم اعترافه بالحجاب فريضةً شرعيةً على النساء... إضافة إلى فتاوى أخرى أثارت حفيظة شيوخ وتيارات إسلامية عدة.
الكيلاني كشفت في اتصال مع «الأخبار»، أن البنا اشترط عليها عدم إقامة مناظرة بينه وبين أحد الشيوخ داخل الاستوديو، «خوفاً من تهميش آرائه والتشويش عليه أثناء طرح الإجابات». لكنه، في المقابل، وافق على عرض تحقيقات خارجية، على اعتبار أنها لا تمسّ بمجريات الحوار. واستضافت الحلقة اثنين من علماء الدين، أحدهما من لبنان والآخر من مصر للردّ على البنا. وقد وجداه مرتداً عن الإسلام بسبب هذه الفتاوى التي رفضاها جملة وتفصيلاً. كما حاورت الكيلاني في الفقرة الأخيرة سيدة مصرية تعرضت للختان، ونوقشت القضية مع جمال البنا.
أما أبطال الحلقات المقبلة من «ضدّ التيار» فهم من الشخصيات المثيرة للجدل، ولعلّ أبرز هؤلاء المخرج المصري خالد يوسف الذي قدّم أخيراً فيلم «حين ميسرة»، وطرح فيه مواضيع جريئة جداً، كالخيانة الزوجية والمثلية والتطرّف والحياة في المناطق العشوائية. وهو سيدافع عن الاتهامات التي وجّهت إليه بتشويه صورة مصر. أما البطل الثاني من سلسلة «ضدّ التيار»، فهو نقيب الفنانين السوريين صباح عبيد الذي أثار امتعاض إليسا وهيفا وهبي ودومينيك ودانا حين أصدر قراراته الشهيرة بمنعهن من الغناء في الأراضي السورية.
وفاء اعترفت أيضاً بأن للبرنامج سقفاً محدداً لطرح الموضوعات حتى لو بدا جريئاً أمام الرأي العام. وقالت: «أتحدّى أي برنامج ألاّ يرسم خطوطاً حمراء حول المواضيع أو الأسئلة التي يطرحها. لكن المسألة نسبية بين محطة فضائية وغيرها، وأنا أتمتع بهامش كبير من الحرية، بدليل أن البرنامج يحقق نجاحاً من موسم لآخر». ولم تتردد في إبداء خشيتها من نفاذ الشخصيات المثيرة للجدل، ما يعرّض برنامجها للتوقّف!
21:00 على «روتانا موسيقى»