حتى كتابة هذه السطور لم يكن المسؤولون في محطتي «المستقبل» و«أخبار المستقبل»، قد حسموا أمرهم بشأن إعادة البث الذي توقَّف قسراً منذ صباح الجمعة الماضي. جرت الاستعدادات للعودة إلى الهواء طوال يوم أمس كي تبث الشاشة الزرقاء مجدداً في المساء، لكنّ تطور الأحداث الأمنية في الجبل، أدى إلى التريث في اتخاذ القرار، حسب ما أفاد زملاؤنا في المحطّة. توضح ديانا مقلّد مسؤولة البرامج غير السياسية في «أخبار المستقبل»، أنّ الاعتبار الأمني هو الأساس في أيّ تحرك، وتؤكد لدى سؤالها عن إمكان البث من مكان آخر: «ما دام الوضع الأمني غير محسوم، فالخطر قائم على العودة إلى المبنى، وخصوصاً أن الجيش وضع جندياً واحداً هناك، بينما تطوع أحد الموظفين للبقاء في المبنى للتأكد من عدم سرقة المعدات الموجودة داخله». وبينما انتقل الموظفون إلى استديوات «بيروت هول» في انتظار العودة إلى العمل، يعاني هؤلاء من صعوبات تقنية وتكنولوجية تحول دون تأدية عملهم.
من جهته، أشار سمير حمود، رئيس مجلس إدارة تلفزيون «المستقبل» إلى أن الصورة ما زالت غير واضحة حتى الآن عن موعد العودة. وأعرب عن امتنانه الكبير لحجم التضامن الذي وجدته «المستقبل» من الإعلاميين كافة على اختلاف المؤسسات التي يعملون فيها. أما عبد الستار اللاز، مدير البرامج السياسية في المحطة، فنفى ما نقلته بعض الصحف العربية عن إمكان نقل بث التلفزيون إلى عمان. واكد إصرار الجميع على العودة إلى العمل في المقر الأصلي. ورأى أن العودة حتمية، على أن يبت الموضوع خلال أيام. أما بالنسبة إلى جريدة «المستقبل»، فلم يصدر حتى الآن أي قرار عن الإدارة بعودة الصدور.
وكان الصحافيون اعتصموا أمام مبنى الإخبارية في القنطاري بعد مسيرة بدأت من أمام برج الغزال في بيروت ظهر السبت. وتمّ الاتفاق على الاعتصام يومياً أمام مبنى «الإخبارية» بين العاشرة والثانية عشرة. وهناك احتمال لعقد منبر مفتوح خلال الاعتصامات اليومية، قد تنقله LBC مباشرة على الهواء. يذكر أن بياناً صدر أمس عن نقيبي الصحافة والمحررين محمد البعلبكي وملحم كرم، يشير إلى ردود الفعل الايجابية التي تلقاها النقيبان على تحركاتهما مع مختلف الفعاليات المعنيّة، لضمان عودة مؤسسات «المستقبل» الاعلاميّة إلى العمل فوراً «في مناخات العافية والسلامة والحرية الكاملة التي لا يشوبها أي تدخّل».
(الأخبار)