strong>لأنّه «حليم»... شاهدوهمحمد عبد الرحمن
لم يحظَ أي فيلم مصري باهتمام صحافي كما حدث مع «حليم». ولم تشهد كواليس أي شريط عربي مواقف تراجيدية كما شهدت كواليس الفيلم الوحيد ـ حتى الآن ـ الذي تناول سيرة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ. ولم يعطِ النقاد «حصانة» لأيّ شريط كما تعاملوا مع «حليم». ولم يحدث أن استكمل ممثل عملاً فنياً، لا لشيء إلّا كونه نجل البطل الذي رحل من دون إكمال الفيلم.
إنّه «حليم»، الحالة الخاصة التي لن تتكرر في السينما المصرية. هو الفيلم الذي أخرج أحمد زكي من المستشفى في كانون الثاني (يناير) 2005 ليبدأ تصويره. يومها، لم يصدق أحد أن الفنان المصاب بالسرطان سيقاوم ليصل إلى الفندق الشهير على نيل القاهرة، ويلتقي الجمهور وزملاءه النجوم، ويعلن أيضاً قدرته على الوقوف مجدداً في البلاتوه وتقديم «عبد الحليم حافظ» بالمستوى نفسه الذي تميز به في «طه حسين» و«جمال عبد الناصر» و«أنور السادات».
وعندما دخل زكي المستشفى للمرة الأخيرة. كان الأمل قائماً بعودته مجدداً ليستكمل تصوير مشاهده. لكن بوفاته في 27 آذار (مارس) 2005، دخل الفيلم نفقاً مظلماً: بدأ الحديث عن تخطيط مسبق للاتفاق مع ممثل شاب لتقديم شخصية «حليم» في مرحلة الشباب، على اعتبار أن السيناريو الذي كتبه محفوظ عبد الرحمن أعطى أحمد زكي مساحة الظهور فقط في دور المطرب الكبير الذي يروي ذكرياته للإذاعي (جمال سليمان). وفي هذه المشاهد، يسترجع عبد الحليم حافظ لحظات الطفولة والصبا ثم الشباب والنجومية.
وبينما ظنّ كثيرون أنّ العمل سيتجمّد، انطلقت شائعات بشأن الممثل المرشح للقيام بالمهمة. بعضهم قال هيثم أحمد زكي، وآخرون أكدوا أنّه الـ«ستار أكاديمي» محمد عطية. ثم استقر الرأي على ابن أحمد زكي، ليكمل المشوار ويقف أمام سلاف فواخرجي وسهير رجب. بينما وقفت منى زكي أمام أحمد زكي.
انتهى التصوير، وكانت المفاجأة أن المخرج شريف عرفة نجح في تفادي كل الثُّغر الناتجة من وفاة زكي. وإذا به يقدم مع عمّار الشريعي صورة موسيقية مميزة، جعلت الشريط قابلاً للمشاهدة، لكن بعد العرض التجاري الذي لم يحقق الإقبال المتوقع. وقد خرج الصحافيون بعد العرض الخاص، يتحدثون عن نجم جديد هو هيثم أحمد زكي الذي لم ينجح يومها في الفصل بين كونه نجل البطل الراحل، وبين ممثل شاب ينطلق صوب النجومية في ظروف استثنائية. خالف زكي الصغير التوقعات، ولم ينجح في الخروج من عباءة والده، حتى بعد تقديم فيلم آخر هو «البلياتشو».
ويبقى «حليم» شريطاً مميزاً لسبب آخر: فهو العمل السينمائي الوحيد الذي بات صالحاً للعرض في مناسبة ذكرى رحيل العندليب الأسمر والنمر الأسود. إذ لا تفصل بين المناسبتين إلا أربعة أيام.
يذكر أنّ محطة «الحياة» المصرية الجديدة حاولت عرض الفيلم ثم اتضح لاحقاً أن mbc حصلت على حق عرضه لمدة عام على الفضائيات غير المشفّرة.
20:30 على mbc


«الجزيرة إنترناشونال» على صفيح يحترق
فرح داغر
ماذا يحدث في كواليس «الجزيرة إنترناشونال»؟ وهل الأخبار التي بدأت تتسرّب أخيراً عن استقالات بالجملة، من المحطّة الإخباريّة الناطقة بالإنكليزيّة، تندرج ضمن الحملات المنظّمة التي تُشنّ على القناة القطرية في الآونة الأخيرة؟ جاء في صحيفة الـ«غارديان» يوم أمس أنّ ستيف كلارك مدير الأخبار والبرمجة في «الجزيرة» الإنكليزية استقال مع أكثر من 15 موظفاً، بارزاً بسبب ازدياد القلق بين أوساط الموظفين حول مستقبل القناة. وقد عزت الـ«غارديان» استقالة 15 موظفاً من القناة في الأشهر الأخيرة إلى «غياب الوضوح» في توجّه القناة، وإلى «خلافات على العقود». وكانت استقالة كلارك متوقّعة ـ حسب الصحيفة البريطانيّة ـ بعدما رفعت زوجته، جو بيرغين، رئيسة قسم التخطيط السابقة في «الجزيرة إنترناشونال»، دعوى قضائية على المحطّة، متّهمة إيّاها بالتمييز الديني والعرقي والجنسي. وستبدأ المحكمة الاستماع إلى فصولها بعد شهرين».
إلا أنّ مصدراً إعلامياً مستقلاً ضمن فريق «الجزيرة» في الدوحة، واجه هذه الضجّة بكثير من التشكيك. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، إنّ ما أوردته الـ«غارديان» هو بداية حملة يشنّها كلارك على المحطّة بعد استقالته منها، وتهدف إلى الضغط للحفاظ على الامتيازات الباقية له في المؤسسة. وأضاف المصدر أنّ إدارة كلارك لقسم الأخبار في القناة كانت كارثية، بعدما فشلت «الجزيرة إنترناشونال» بأن تكون مصدراً للأخبار، كما طرحت نفسها لدى انطلاقتها في 2006. وأشار المصدر إلى أنّ كلارك تعامل مع العرب بنزعة فوقيّة وكولونياليّة، مستعيناً بفريق عمل غريب عن العالم العربي وقضاياه، بل إنه أراد أن ينأى بنفسه عن هذه القضايا ويبتعد عن خطّ المؤسّسة الأم، ما أدّى إلى هذا التعثّر المهني في النسخة الإنكليزية للقناة. وختم المصدر الإعلامي الذي لا يشغل أي منصب في إدارة المحطّة، بل ينتمي إلى أسرة تحريرها: «في نهاية الأمر، بعد الفشل الذريع الذي مُني به كلارك وفريقه، وبعد كل هذا الهدر المالي والمحسوبيات، يريدون أن يصوّروا المسألة على أنّها صراع عرقي بين الغرب والعرب... ومواجهة بين (المهنية) و(التخلّف)!»...