صباح أيوب
يبدو أن نيكولا ساركوزي اكتشف طرقاً جديدة لضمان نقل صورته الإعلامية على أفضل وجه. الرئيس الفرنسي الذي خاض تجربة سيّئة مع الضواحي الباريسية عندما كان يتولّى وزارة الداخلية، قرّر قبل أسبوعين زيارة الضاحية سارتروفيل. وذلك ضمن خطّة «إعادة تلميع» صورته، وخصوصاً بعد تراجع شعبيته بشكل لافت في الآونة الأخيرة. ولأنّ ردّ الفعل الشعبيّ تجاه هذه الزيارة لم يكن مضموناً، ولا حتى طريقة الاستقبال التي قد يحظى بها من سكّان تلك المناطق «المشاغبين» على حدّ تعبيره، ضحّى ساركوزي بأسطول المصوّرين الذين يرافقونه عادةً، ولم يبلغ الصحافيين عن محطته الميدانية لمصافحة الشبّان في الشارع، فتمركز هؤلاء في مقرّ الشرطة التابع للمنطقة حيث كان يُفترض أن يعقد ساركوزي مؤتمراً صحافياً، وفق ما جاء في البيان الصادر عن الإليزيه. لكن الرئيس لم يكن ليسمح بأن تمرّ تلك المحطّة «التاريخية» من دون أي دليل يؤكد أنّه كان هناك، يلقي التحية على شباب الضاحية الذين استقبلوه بالترحاب، وإذا به «يسلّح» أحد عناصر الشرطة المرافقين له بكاميرا ليلتقط تلك اللحظات النادرة، إذا مرّت الأمور على خير!
هكذا، تحوّل عنصر من الشرطة المحلّية الى مصوّر خاص للرئيس نشرت صورته في اليوم التالي في أغلب الصحف الفرنسية مع توقيعه واسم المصدر: الإليزيه. وبعد التحقيق الذي أجرته صحيفة «ليبراسيون» أمس عن المصوّر الذي حظي بتلك الفرصة وتفرّد بأخذ اللقطة، اتضّح أنّه ليس مصوّراً صحافياً، بل من سلك الشرطة يعمل مع «نجم الإليزيه»!