strong>باسم الحكيم
أمضى في LBC أحد عشر عاماً ينتظر فرصته سدى. ثم هجّ إلى «أخبار المستقبل»، حيث يطل الليلة في أولى حلقات برنامجه «خبرة عمر» الذي يستضيف شخصيات من آفاق مختلفة: من مروان حمادة إلى عمر أميرالاي، مروراً بجواد الأسدي وحازم صاغية

حقّق حلمه وسيطلّ أخيراً في برنامج يحمل توقيعه إعداداً وتقديماً. وما انتظره أحد عشر عاماً من LBC الفضائيّة، وجده اليوم في «أخبار المستقبل». بسام برّاك يقدّم الليلة أولى حلقات برنامجه «خبرة عمر»، بعدما اكتفى في الماضي بإعداد حلقات وثائقية متفرّقة، بعضها «نال الرضى» ووجد طريقه إلى الشاشة، وبعضها الآخر بقي طويلاً في الأدراج. وبينما تنفرد زميلته شدا عمر التي يصفها بـ«النجمة الفضائيّة» ببرنامجها «أنت والحدث» منذ سنوات على شاشة LBC الفضائية، يؤكد أن تغطية الأيام الثمانية التي واكبت رحيل البابا يوحنا بولس الثاني، كانت كفيلة بأن تكرّس له إطلالات أسبوعية، يستحقّها أيضاً. يعترف بحاجته إلى برنامج «لأنني عانيتُ الكبت، ولو كان عندي برنامج هناك، لما وافقتُ على عرض «المستقبل»». ومع ذلك، يرفض أن يسمّي ما جرى معه من جانب LBC إجحافاً. ويهدد: «سأرفع عليك دعوى قضائيّة، إذا نقلت كلمة «إجحاف» على لساني، لأن ما حصل معي لا يعدو كونه عدم إظهار التقدير وعدم الاستفادة من مقدرات بسّام براك، فنحن كنا قادرين على الإعداد لبرنامج أسبوعي».
إذاً، لم تكن تجربته في LBC مرضية على مستوى البرامج، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ ألغت المحطة عرض حلقة وثائقيّة أعدّها عن «يوم 14 آذار» عام 2006 لـ«أسباب سياسيّة». كان برّاك قد نفّذ الشريط مع ناس عاديين، لا مع سياسيين، «والنصّ يُظهر المناسبة برؤية مختلفة، مع صياغة أدبية جيدة».
وأين هو من الانقسام الحاصل في البلد؟ يقول: «كتبتُ نصوصاً عن جميع الشهداء الذين سقطوا من قوى 14 آذار، لكنني في الوقت نفسه أرى حسنات وسيئات لدى طرفي النزاع». لا يوافق على توصيف ما تقوم به وسائل الإعلام بأنه تحريض طائفي، «لكن في ظل الظرف المشحون الذي يعيشه البلد، كلّ محطة تجيّر إعلامها لمصلحتها. أما أنا، في منزلي، فأحرص على متابعة كل النشرات، وكل قناة لا تتحدث بما يجب أن تتحدّث به، بل تقول ما يحلو لها أن تقول». وماذا عن التحريض الذي انتهجته المحطات اللبنانية، وبينها «أخبار المستقبل»، ليلة الأحد الأسود؟ هنا يحاول التفلّت من الإجابة، قائلاً: «لا علاقة لي بالأمر». ثم يوضح: «لا أرى أن ما مورس وصل إلى حدّ التحريض الطائفي، إنما استعجال السبق من المراسلين على الأرض. أي إن الخطأ يقع علينا نحن المذيعين، بسبب الاندفاع والحماسة المشفوعين بالخوف والقلق». وهنا يعود إلى وصف نفسه بالإعلامي المعتدل الذي يستفزّه المذيع غير المعتدل، حتى لو كان الإعلامي ينتمي إلى خط سياسي معين، عليه أن يضع القناع قبل دخول الاستديو».
لم يكن بسّام براك الوحيد من LBC الذي تلقّى عرضاً من القناة الإخبارية الجديدة، هناك مذيعون وموظفون آخرون انتقلوا معه إلى «فيوتشر نيوز». يفضل عدم الدخول في التحليلات، لأن «أخبار المستقبل» استفادت أيضاً من نديم قطيش وبولا يعقوبيان الآتيين من «الحرة» ومهند الخطيب من «العربيّة».
قبل وصوله إلى «أخبار المستقبل»، كان لبسّام براك محطتان، إحداهما تلفزيونيّة مع LBC والثانية إذاعية مع «صوت لبنان». يؤمن بأنه «لولا «صوت لبنان» التي عشتُ فيها خمس سنوات، لما دخلت إلى LBC ولما وصلتُ اليوم إلى «المستقبل»... فلو لم أتعلم في الإذاعة من عمر الزين صوغ الخبر والأداء، ولو لم أُعدّ وأقدّم برامج ثقافيّة، لما كنت جاهزاً لأن أطل تلفزيونياً للمرة الأولى عام 1997. علماً بأن تجربتي في LBC، كانت ستسبق تجربتي في «صوت لبنان»، لولا أن القدر شاء عكس ذلك». ويشرح: «خضعت للاختبار في LBC، يوم كان جاك واكيم يتولى إدارة الأخبار. وأُبلغت أن ما ينقصني فقط هو تعلّم كيفية التعاطي مع الصورة. وبعد مغادرة واكيم، وتسلم إيلي صليبي بدلاً منه، تبدّل كل شيء». وينقل ما قاله صليبي له: «أرى مستقبلك في التلفزيون، لكن لا يمكنني السماح لك بتقديم الأخبار، فنفَسك مختلف عن نفسنا». وعن دخوله الإذاعة، يقول: «في نهاية عام 1992، تلقيت عرضاً من «صوت لبنان» حيث قدمت برامج ثقافيّة وأدبيّة، منها «مكاتيب» و«طاولة مستديرة»، إضافة إلى تسجيلات شعرية لقصائد نزار قباني، وكانت ترسلها وردة زامل باسمي من لندن. وبعد خمسة أعوام، طلب مني إيلي صليبي قراءة أول نشرة على LBC الفضائيّة، من دون الخضوع لأي اختبار».
محطته المفصلية كانت مع تغطية الأيام الثمانية لوفاة البابا يوحنا بولس الثاني، يراها علامة مضيئة في مسيرته الإعلامية. يقول: «اعتمدت على مبدأ الارتجال خلال أسبوع كامل على الهواء. وبعد عام واحد، حصلت على جائزة تقديرية عن فيلمي الوثائقي «جذور ونور» من المجلس الكاثوليكي للإعلام». يروي أن «القناة طلبت منه أن يكتب للمذيعين والمذيعات ما يقولونه في هذه الفترة، فرفضت أن أعير كلماتي إلى أحد. ووافقت على تسلم الهواء طيلة الفترة». ويشرح براك: «قبل مغادرتي LBC، اجتمعت مع رئيس مجلس إدارتها بيار الضاهر، وقال لي لو كنا في قناة إخبارية متخصصة، فأنت أول إعلامي يحصل على برنامج. لكنني لا أريد أن أشيخ في مؤسسة واحدة، ولا أريد أيضاً أن أختم حياتي على الشاشة، وأفضل أن أنصرف لاحقاً إلى الكتابة».
لن يمرّ اسم عمر الزين مرور الكرام في الحوار مع برّاك، يقول: «أورثني مكتبته، وأوصاني بأن أعلّم الأداء من بعده». يتذكر اللقاء الأول بينهما: «حين أخضعني لاختبار الصوت، وطلب مني قراءة نص غير مشكّل لم أخطئ فيه. فقال لي ستكون أفضل مذيع بعد أقل من شهر واحد». ويرى برّاك أن «اللغة العربية هي أكثر من فخ نسائي بالنسبة إلى الرجل».
يُكثر استخدام عبارة «صدق أو لا تصدق» في الحوار، ولا سيما حين يؤكد أنه معتدل محرّر من عقدة التبعيّة، وإن كان ينتمي إلى عائلة يمينيّة تاريخيّاً. كذلك يكرر العبارة حين يتحدث عن توخّيه الاعتدال في ما يقدمه، أينما حلّ. فإلى أي مدى سيتمكن من نقل هذا الاعتدال إلى المحطة التي يعمل فيها، في وقت بات التطرّف فيه سمة غالبة على إعلامنا المحلي؟

«خبـــــرة عمـــــر»

يخوض بسّام براك امتحانه الأول في برنامج «خبرة عمر» مع الوزير مروان حمادة في حلقة استثنائية، لن يُلتَزَم خلالها بسياق البرنامج، ولن تعرض الحلقة في الموعد الأسبوعي المفترض عند العاشرة مساءً من كل ليلة جمعة، بل ستؤخر ساعة كاملة بسبب مقابلة ستعرضها «أخبار المستقبل» مع الرئيس فؤاد السنيورة. كما لن يروي حمادة مفاصل من حياته إلاّ بالقدر اليسير، لأنّ الحلقة المسجّلة يتزامن عرضها مع الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس الحريري. واعتباراً من الأسبوع المقبل، سيلتزم براك مع ضيفه الثاني أسعد الشفتري بسياق البرنامج الذي يستضيف أشخاصاً لهم أثر بارز في الشأن العام. ويتحدّث الضيف الذي كان ظل الوزير السابق إيلي حبيقة، عن جهاز المخابرات والاتفاق الثلاثي، وعن التحولات الكبيرة في حياته، حتى أضحى اليوم من الداعين إلى اللقاء المسيحي الإسلامي، ويرفض أن يعود لبنان إلى زمن الحرب... والبرنامج ليس محاكمة أو محاسبة لضيوفه، بقدر ما هو عرض للمرحلة المفصلية التي عاشوها، لاتخاذ العبرة منها.
يكشف باراك أن برنامجه ليس سياسياً، لذا يتابع تفاصيله مع مسؤولة البرامج غير السياسيّة ديانا مقلّد. ويضيف: «لن نقدم عرضاً لتجربة عمر فقط، بل سنتوقف عند مفاصل بارزة من حياة أشخاص لفتوا الشأن العام. ونتحدث معهم عن التحوّلات في حياتهم، من دون الالتزام بجدول زمني. أي إننا لن نكون بصدد سيرة من الألف إلى الياء». ويوسّع البرنامج بيكاره ليستضيف سياسيين وروحيين ومثقفين لبنانيين وعرب، على أن يتضمن تعريفاً موجزاً بمحطات الضيف بالأرقام والسنوات. كما يتوقف في محوره الأخير عند أثر الراحلين في حياة ضيوفه. ويراهن برّاك على إطار مختلف ونفس مختلف للبرنامج الذي يشارك في إعداده جهاد جرجس ويخرجه هادي أبي وردة، «وخصوصاً أننا خرجنا من الاستوديو، لنكون ضيوفاً عند ضيوفنا».
يذكر أن باراك صوّر سبـع حلقــــــات، إحداهـــا مع المخرج جواد الأسدي، وريث الوجع الكربلائي الذي حمله إلى المسرح، والمطران بشارة الراعي، والكاتب والصحافي حازم صاغية، ورئيسة النظاميات في «الكتائب» سابقاً جوسلين خويري. كما ينوي استضافة عمر أميرالاي خلال أيّام.
23:00 على «أخبار المستقبل»