محمد خير
في تجربة جديدة من نوعها، كاد الشاعر المصري حلمي سالم أن ينتهي من إضفاء اللمسات الأخيرة على ديوانه الجديد، وهو ديوان استوحى قصائده من تجربة التكفير التي تعرض لها على مدار العام الماضي وفقاً لدعاوى قضائية وتقرير أزهري.
حلمي سالم سالم (1952) أحد أشهر شعراء السبعينيات المصريين ومدير تحرير مجلّة «أدب ونقد» التي تصدر عن «حزب التجمع اليساري»، منح ديوانه اسماً موقتاً هو «الشاعر والشيخ». الديوان الذي يتوقع أن يثير مزيداً من الجدل حول قضايا التعبير وحرية الإبداع في مصر، لم يقرر كاتبه حتى الآن إن كان سينشره في مصر أو في الخارج. وفي حال نَشْر الديوان في القاهرة، فلن يخرج الاختيار عن «دار ميريت» أو «دار آفاق».
وفي سياق إشكالية حرية التعبير في مصر وتخصّص بعض رجال الدين في إقامة دعاوى قضائية على الكتّاب والأدباء، يقول حلمي سالم لـ«الأخبار»: «هذا المناخ رسخته الدولة بشكل غير مباشر عبر ما قامت وتقوم به من تنوير منقوص. فهي تريد تنويراً يقاوم التطرّف من دون أن يقاوم الاستبداد السياسي. تريد تنويراً ليس منقوصاً فحسب، بل مشروطاً أيضاً. مسموح للمثقف بالتنوير ضد الإرهاب، بشرط ألاّ يكون أيضاً ضد السلطة. والنتيجة المحتومة هي ما نشهده الآن من نمو قوى وتيارت وأنماط تخصّصت في مطاردة الإبداع. وهذا الأخير لا ينمو في ظل استبداد رسّخ ثقافة رفض الرأي الآخر».
لا يزال حلمي سالم يخوض غمار معركة قضائية وفكرية تفجرت العام الماضي، إثر نشر قصيدة له بعنوان «شرفة ليلى مراد» وذلك في أول أعداد الإصدار الثالث من مجلة «إبداع» التي تصدر عن وزارة الثقافة ويرأس تحريرها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي. يومها، أثارت قصيدة سالم لغطاً واتّهامات بالإساءة إلى الأديان، ما أدى إلى سحب المجلة من الأسواق. لكنّ فوز سالم بـ«جائزة الدولة للتفوّق» بعد شهرين في حزيران (يونيو) 2007 أثار حفيظة الشيخ يوسف البدري، المعروف بتخصّصه في إقامة دعاوى قضائية على كتّاب ومفكّرين وأدباء أشهرها قضية الدكتور نصر حامد أبو زيد. هكذا، أقام الشيخ البدري دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري المصرية للطعن في قرار المجلس الأعلى للثقافة بمنح الجائزة لسالم. بعد ذلك، شهدت الدعوى تطوّراً هاماً عندما أعلن تقرير رسمي لمجمع البحوث الإسلامية سُلِّم إلى المحكمة أنّ قصيدة «شرفة ليلى مراد» تضمّنت «كفراً وزندقة ومسّاً بالذات الإلهية». وهو ما يصبّ في خانة مصلحة دعوى يوسف البدري.
يُذكر أنّ القصيدة المعنيّة كانت قد نشرت في ديوان «الثناء على الضعف» (دار المحروسة ــ 2007) وهو الديوان الـ 18 في مسيرة الشاعر.